فِدَاءً لمثواكَ من مَضْجعِ ...... تَنَوَّرَ بِالأبلجِ الأروَعِ
قرأت كثيرا قصيدة الجواهري رحمه الله فرسخت حروفها في فمي فصرت أرددها للأحبة كلما سنحت الفرصة حتى باتت بالنسبة لي ملهمتي
فعباراتها ديوان شعر تتناثر من طياته العبرات ...
فأنشدت ( حروفي المتواضعة ) من روح تلك الكلمات المذهبة الخالدة ..
وصلتُ فؤادكَ بالمطلعِ =فشرفتَ قافيةَ المصرعِ
رأيتكَ بينَ الحسينِ الحسام =قرأتك نورا من الأدمعِ
ذكرتكَ حيث حديث السماء =أنيناً يطوف على المسمعِ
فهلَّ عليَّ مصاب المقام =أجرُّ مآسيَ عشقي معي
وناجيتُ روحك في الخالدين =حسيناً حسيناً ولا أروعِ
هناك قناديل أشواقنا =تحط إلى الآن لم تشبعِ
تحج فتطوَى إليها القلوب =فداءً إلى آخر المطلعِ
حكيم صمودك شمس لنا =ولولا إباؤك لم تطلعِ
إذا ما رفعت أكف الضياء =تضم الجموع إلى الأضلعِ
تعانقها بابتهاج الدموع =وتمسح ليل الأسى المفجعِ
تطبب جرحا أيا سيدي =بحبٍّ تهادى فلم ينزعِ
فجمَّعتَ حولك أرواحنا =حنينا توسد في الأربعِ
ولكنَّ جوراً أراد الظلام =ليطمس نوركَ في المضجعِ
فجاء بسيف لشمرٍ يزيد =وعاد بحقدٍ إلى الموضعِ
فهاله أنَّ الحسين الخلود =وسر سيبقى ولم يركعِ
كأن العيون ترى كربلاء =ودما أسيل على البلقعِ
رأيت القلوب بثوب السواد =تعانق نورا بلا أضلعِ
فآمنت أن الحسين الطريق =إلى العشق للعالم الأرفعِ
حملتَ مأسي كل الشعوب =فعزيتُ روحيَ في الأروعِ
تذكرت يوما بكتك الصلاة =شهيدا وفي العالم الأوسعِ
فذكراك أنى يكون الإباء =تناثر اسمكَ من مدمعِ
فأشرق عشق الحسين هناك =وناداكَ من جرحه المشرعِ
حفيدَ الحسين عليك السلام=وصوتك لا زال في المسمعِ
حفيدَ الحسين عليك السلام =فشوقاً عرجتَ إلى المرجعِ
ولكنّ نهجك حيث الطفوف =يُصيِّرُ عشقا إلى الرضعِ