الذي عَلَّمَنَا الدَّمعَ
سنة 2015
ماذا يخبِّئُ في لظى (جَمَرَاتِهِ) = فيضَ المَدَامِعِ أمْ مَسِيرَةَ ذاتِهِ ؟
عُمْرٌ تشجَّرَ بالولاءِ ، ولم تَكُنْ = نبضاتُ ساعتِهِ سوى ثمراتِهِ
من فَرْطِ ما ينمو ويسمو قَلْبُهُ = طمعًا يقولُ فمُ المَنَيَّةِ : هاتِهِ ..
تزهو ( ثمانيَةُ ) العُقُودِ ، كأنَّها ال = رُمَّانُ ؛ سرُّ الخُلْدِ في حَبَّاتِهِ
هو ذلكَ النَّاعي الذي انتفضَ الصَّدَى = بعدَ انبلاجِ الصَّوْتِ ملءَ لَهَاتِهِ
مُذْ قالَها : ( ودِّي أوصِّلْ مَصْرَعَكْ ..) = زَحَفَ القصيدُ مقفِّيًا زفراتِهِ
هوَ كانسكابِ المكرماتِ (عَطيَّةٌ ) = أضفى عليهِ ( الجُودُ ) لونَ صِفَاتِهِ
جسدُ الحقيقةِ حينَ صافحَ لهفةً = روحَ المجازِ ، أضاءَ كنهُ نَوَاتِهِ
مِنْ صرخةِ الميلادِ ، أولِّ لحظةٍ = بدأَ الطريقَ جوًى إلى مرثاتِهِ
وأتى وفي فمِهِ انتفاضةُ شاعرٍ = ألقى على الأيّامِ ظلَّ ثباتِهِ
طَفَحَتْ به نارُ الخيامِ ، فأسرعَتْ = تنشقُّ عن لهبٍ رؤى نظراتِهِ
وامتدَّ يذرعُ ( كربلاءَ ) بشجوِهِ = ذاكَ الذي أسرى وراءَ جِهَاتِه
(يا أيّها الإنسانُ إنَّكَ كادحٌ ) = سعيًا .. توغَّلَ في مدى آياتِهِ
إزميلُهُ / الصَّوْتُ الشَّجِيُّ ، ولم يكنْ = في مشهدِ المعنى سوى نحَّاتِهِ
جادتْ بهِ ( دلمونُ ) في آفاقِها = فجرى يقسِّمُ بالندى ثرواتِهِ
صَعَدَ المَنَابرَ ، واستهلَّ فأبصرَتْ = عيناهُ في المَسْرَى هلالَ حَيَاتِهِ
نَضَجَتْ مودتُهُ ببُعْدٍ آخرٍ = فغدتْ قصائدُهُ سِلالَ زكاتِهِ
أوْحَتْ له القُرْبَى مثاقفةَ النَّوَى = فاختطَّ دربَ ( الطفِّ ) في رَحَلَاتِهِ
متنقّلاً بينَ السَّنَابلِ والسَّنَا = ولكمْ تفايضَ منتدى حَسَنَاتِهِ
ما موطنٌ عَشِقَ ( الحسينَ ) كجوهرٍ = في اللحظةِ النُّوراءِ في غاياتِهِ
إلا تأنسنتِ النخيلُ بأرضِهِ = وانسابتِ الأحلامُ عبرَ فُرَاتِهِ
هو ذلك ( الجَمْرَيُّ ) , كمْ من قريةٍ = تشتاقُ في شرفٍ إلى مِرْسَاتِهِ
هو نبضُنا الشعبيُّ ، صوتٌ صادرٌ = عن أمسِنَا المُخْضَرِّ في سَعَفَاتِه
مازالَ يَحْمِلُ طينةً من فِطْرةٍ = ويضمُّ نورَ اللهِ في مِشْكاتِهِ
كلُّ المآتمِ تستقي من نَهْرِهِ = يا لاتحادِ الدِّمْعِ في دَمَعَاتِهِ !!
هذا الوجودُ مُعَادَلَاتٌ جَمَّةٌ = وهوى ( الحسينِ ) مُعَادِلٌ لِصَلَاتِهِ !!
هُوَ شاعرُ ( البحرينِ ) ، دامَ خلودُهُ = مُتَمَوِّجًا ، والماءُ خيرُ رُوَاتِهِ