ماذا يخبِّئُ في لظى (جَمَرَاتِهِ) = فيضَ المَدَامِعِ أمْ مَسِيرَةَ ذاتِهِ ؟ عُمْرٌ تشجَّرَ بالولاءِ ، ولم تَكُنْ = نبضاتُ ساعتِهِ سوى ثمراتِهِ من فَرْطِ ما ينمو ويسمو قَلْبُهُ = طمعًا يقولُ فمُ المَنَيَّةِ : هاتِهِ .. تزهو ( ثمانيَةُ ) العُقُودِ ، كأنَّها ال = رُمَّانُ ؛ سرُّ الخُلْدِ في حَبَّاتِهِ هو ذلكَ النَّاعي الذي انتفضَ الصَّدَى = بعدَ انبلاجِ الصَّوْتِ ملءَ لَهَاتِهِ مُذْ قالَها : ( ودِّي أوصِّلْ مَصْرَعَكْ ..) = زَحَفَ القصيدُ مقفِّيًا زفراتِهِ هوَ كانسكابِ المكرماتِ (عَطيَّةٌ ) = أضفى عليهِ ( الجُودُ ) لونَ صِفَاتِهِ جسدُ الحقيقةِ حينَ صافحَ لهفةً = روحَ المجازِ ، أضاءَ كنهُ نَوَاتِهِ مِنْ صرخةِ الميلادِ ، أولِّ لحظةٍ = بدأَ الطريقَ جوًى إلى مرثاتِهِ وأتى وفي فمِهِ انتفاضةُ شاعرٍ = ألقى على الأيّامِ ظلَّ ثباتِهِ طَفَحَتْ به نارُ الخيامِ ، فأسرعَتْ = تنشقُّ عن لهبٍ رؤى نظراتِهِ وامتدَّ يذرعُ ( كربلاءَ ) بشجوِهِ = ذاكَ الذي أسرى وراءَ جِهَاتِه (يا أيّها الإنسانُ إنَّكَ كادحٌ ) = سعيًا .. توغَّلَ في مدى آياتِهِ إزميلُهُ / الصَّوْتُ الشَّجِيُّ ، ولم يكنْ = في مشهدِ المعنى سوى نحَّاتِهِ جادتْ بهِ ( دلمونُ ) في آفاقِها = فجرى يقسِّمُ بالندى ثرواتِهِ صَعَدَ المَنَابرَ ، واستهلَّ فأبصرَتْ = عيناهُ في المَسْرَى هلالَ حَيَاتِهِ نَضَجَتْ مودتُهُ ببُعْدٍ آخرٍ = فغدتْ قصائدُهُ سِلالَ زكاتِهِ أوْحَتْ له القُرْبَى مثاقفةَ النَّوَى = فاختطَّ دربَ ( الطفِّ ) في رَحَلَاتِهِ متنقّلاً بينَ السَّنَابلِ والسَّنَا = ولكمْ تفايضَ منتدى حَسَنَاتِهِ ما موطنٌ عَشِقَ ( الحسينَ ) كجوهرٍ = في اللحظةِ النُّوراءِ في غاياتِهِ إلا تأنسنتِ النخيلُ بأرضِهِ = وانسابتِ الأحلامُ عبرَ فُرَاتِهِ هو ذلك ( الجَمْرَيُّ ) , كمْ من قريةٍ = تشتاقُ في شرفٍ إلى مِرْسَاتِهِ هو نبضُنا الشعبيُّ ، صوتٌ صادرٌ = عن أمسِنَا المُخْضَرِّ في سَعَفَاتِه مازالَ يَحْمِلُ طينةً من فِطْرةٍ = ويضمُّ نورَ اللهِ في مِشْكاتِهِ كلُّ المآتمِ تستقي من نَهْرِهِ = يا لاتحادِ الدِّمْعِ في دَمَعَاتِهِ !! هذا الوجودُ مُعَادَلَاتٌ جَمَّةٌ = وهوى ( الحسينِ ) مُعَادِلٌ لِصَلَاتِهِ !! هُوَ شاعرُ ( البحرينِ ) ، دامَ خلودُهُ = مُتَمَوِّجًا ، والماءُ خيرُ رُوَاتِهِ

Testing
عرض القصيدة