سَاكِنُ الرُّوحِ
سنة 2015
قَارَعْتُ بِاسمِكَ كُلَّ الزَّيْفِ والرِّيَبِ = فَرُحْتَ تَسكُنُني يا مُنتهى أَرِبي
نبضي الطَّموحُ ووجداني وما نَطَقَتْ = كُلُّ الجوارحِ حتى غَائرِ العَصَبِ
حَقلٌ مِنَ الُحبِّ لا يَنفكُّ يأخُذُني = حيثُ السَّواحلُ غنَّتْ نَبضَةَ الهَضَبِ
عَينٌ منَ المُزنِ تَروي الكونَ في دِعَةٍ = هي الطَّهارةُ سَالتْ في لَظَى الحِقَبِ
قَد كُنْتُ في غَفْلَةِ الأزمانِ يملؤُنِي = صَقيعُ حَشرجةِ الأمواتِ كالعَطَبِ
يَلُفُّني مِنْ شَظايا العُمْرِ شَرْنقةٌ = ويَنزوي كُلُّ مِزمَارِ الهوى الطَّرِبِ
فَمُذْ قرأتُكَ أوحَى الخُلْدُ لي دُررًا = تُكَحِّلُ العَينَ تَستجلي عَمى النِّوَبِ
ومُذْ سَبرتُكَ أَمسَى العُمرُ في رَغَدٍ = شَتَّانَ ما بَينَ هَمِّ البُعْدِ والقُرُبِ
قَاسمَتني لحنَ حُبِّي في مُسامرتي = كأنَّكَ البدرُ مزهوًّا على السُّحُبِ
خطوي الجريءُ مَعَ الأحلامِ يُدْهِشُني = جَذلانَ تُوصِلُهُ الأقدارُ للعَذِبِ
وسالَ حبري على الأيّامِ قافيةً = مستمطرًا رَعْشَةَ الصَّحْراءِ بالعَجَبِ
وها أنا نشوةُ الأصداءِ تغمُرُني = نَسيتُ ذاتي ألا مَنْ ذا يُجلجلُ بي؟
هذا الحسينُ ومَنْ ذا غَيْرهُ عِظَةٌ = يطوفُ فوقَ خطوبِ الدَّهرِ فهو أبي
يا مالئًا مِنْ سُكونِ القَلْبِ مَلحَمَةً = تجلو الدَّياجيرَ رَغْمَ الضَّوءِ في الشُّهُبِ
أنتَ اخضرارُ الأنا في موسمِ الألقِ = تأتي لنا كَرَذاذِ النُّورِ كاللَّجِبِ
كالشمسِ تأتي تُزيلُ الليلَ مِنْ جَدَثٍ = مُواربٍ فيهِ مِنْ غَمٍّ ومِنْ تَعَبِ
إيهٍ حُسينَ التُّقى والمجدِ يا وطنًا = فيهِ العصافيرُ تحسو آيةَ الغَلِبِ
تلوتُكُمْ صفحةً للعشقِ بوصلةً = ورُحْتُ أمخُرُ في الآناءِ بالصَّخَبِ
كُلُّ الجهاتِ نعمْ صَارَتْ تُغازلُني = لكنَّني يوسفُ الصِّدِّيقُ لم أَهَبِ
يَمّمتُ نحوَكَ والقُمصَانُ تَسحَرُني = لكنَّ وَهْجَ قَميصِ الدَّمّ ِلم يَغِبِ
يَمّمتُ نحوَكَ والبيداءُ وارفةٌ = فَأَكَّدَ القلبُ هذي مُنْيَةُ الأَدَبِ
وفي المجرَّةِ آلافُ النُّجوم ِغَدَتْ = تَهُزُّ كُلَّ دُروبِ العُمْرِ والطَّلَبِ
والصَّافناتُ وماذا في الخيامِ بَدَتْ = والغَالياتُ بِطولِ النَّوْحِ والعَتَبِ
عَرفتُكَ المنبعَ الفيَّاضَ تَأمُرني = أنْ أنحرَ الوَهْنَ في الآهاتِ والكُرَبِ