قبضةٌ مِن أثرِ الحُسَينِ
سنة 2015
إجنَح بِقلبيِ قَد سَئِمتُ مَكاني=واعرُج بِروحي في مَدى أحزَانِي
مَا زِلتُ أعزِفُ كُلّما طَرَقَ الهوَى=حُزني، لأَكسِر رِّقةَ الألحَانِ
لكِنّهُ الحُزنُ المُقدّسُ هَا أنا=سِربٌ مِنَ الآهَاتِ والأشجَانِ
لكِنّني مُنْذُ ابتدأتُ طُفولتي=وصدَاهُ يَشغَلُ حيَّزي وكيَانِي
فإذا ارتبكتُ على الكلامِ وجَدتُهُ =نَغَمًا، يُرتِّبُ تَمتَماتِ لِسَانِي
ورأيتُ أُمّي وهيَ تَعصِرُ دَمعَهَا=وتَرشُّهُ عِطرًا على قُمصَانِي
وأبِي الذي مُنْذُ استوَيْتُ ولم يَزَلْ=يَبكي الحُسينَ بِلوعةِ الوجدَانِ
لا تَعذِلوا حُزني عليهِ فإنّما:=حُزني عليهِ بلاغتي وبيَانِي
حتّى إذا نَضَبَتْ مَدامِع أعيُني=آنَسْتُ تُربَتَهُ على أحضَانِي
وقبَضْتُ مِنْ أثرِ الحُسينِ كرامةً=عُظمَى تَبُثُّ الضوءَ في الإنسَانِ
يَنسابُ كالشَفقِ الرقَيقِ، كأنّهُ=جَمَعَ الشُّموسَ بِسَلَّةِ الألوَانِ
ينَسابُ في قلبي كنَسمةِ عَاشقٍ=رمَقَ العَشيقَ بِطرفِهِ الفتَّانِ
ما كُنتُ أرهَفُ مِن ضلوعِك إنّما=تَقسَو عليكَ طبائِعُ التِّحنَانِ
يا سَيّدي فاسكُبْ دِمَاءَكَ في دَمي=كي يَستعيدَ مَسَارَهُ شِريَانِي
شَجَري يَحِّنُ إلى مَعِينِكَ رَوِّنِي=عَطِشَ الفؤادُ تَكَّسَرَتْ أغصَانِي
هَا أنتَ تَعلو فوقَ شَاهِقةِ القنَا=لِتَشُعَّ نورًا في مَدى الأزمَانِ
هَا أنتَ تَبتكِرُ الخلودَ روايةً=كُبرى تَخُطُّ فصولَها بِتفَانِ
هَا أنتَ تختصرُ الجمالَ بِلوحةٍ=زَيتيّةٍ رُسِمَتْ بِلا فنَّانِ
والماءُ مُذْ حَيَّرتَهُ ونَبذْتَهُ =لم يَمتَثِلْ يَومًا إلى الطُّوفَانِ
فاسرَحْ بِجُرحِكَ هَا هُنا التبَسَ السُّؤَا =لُ عَلى النِبالِ وقوسُها والجَانِي
ما زِلتُ أبكي والدموعُ مَآتمي=رُدُّوا القَميصَ، مُصابُهُ أعمَانِي