نبوءةُ وحْيٍ وغيب
سنة 2013
لا أدَّعي أنَّ لي علماً من الغيبِ=فالشعرُ يملؤني بالشكِّ والرَّيْبِ
ملامحي لم تعُدْ كالطفلِ تشبهُني=والذنبُ فيَّ غريقٌ داخلَ الذنبِ
أمشي وليسَ معي في الأرضِ من سعةٍ=تكفي لقلبٍ يغنّي خارجَ السربِ
لكنّني عندَما أحييتُ قافيةً=باسمِ الحسينِ وجدتُ اللهَ في قلبي
يا سيّدي دونَكَ الحريّةُ احتُكِرَتْ=على الهتافاتِ، لا في همّةِ الشعبِ
فأنتَ مَنْ بعثَ الأحرارَ في أبدٍ=ما كنْتَ مُختصَرًا للناسِ في حزبِ
كلُّ الذينَ بَقَتْ أسماؤهُم وطنًا=قد ترجموكَ لهم مِنْ أولِ الدربِ
حيَّرتَهُمْ مثلَما حارَتْ بِهِمْ لغتي=فجئتُ أبحثُ وحدي دونَما ركبِ
فتّشتُ في زحمةِ الأسرارِ عن نُسَخٍ=أخرى تحاكيكَ بينَ الشرقِ والغربِ
وفي المسافةِ أقطارٌ مبعثرةٌ=ترتيبُها لم يكنْ بالمسلَكِ الصعبِ
لكنّني لم أجدْ إلاكَ يقنعُني=أنَّ الخريطةَ لا تغني عَنِ القلبِ
أرضًا فأرضًا ببطءٍ كنتً أشطبُها=فألتقي بكَ بينَ الشّطبِ والشّطبِ
مَنْ يا حسينُ يضجُّ الحبُّ فيهِ ولا=يراكَ كالوحيِ منسوخاً مِنَ الغيبِ؟
يا ( يوسفَ ) الشعرِ، هل للشعرِ من حلمٍ=إلاكَ يُسكِنُهُ في نشوةِ الحبِّ
قصيدتي قطعَتْ سهوًا أصابعَها=لما مَرَرْتُ وقد لاحَتْكَ مِنْ قربِ
كأنَّ بي شاعراً غيري تخبِّئُهُ=عنّي زليخةُ كي تلقاكَ في نخبِ
أنا المشوَّهُ بالدنيا ومعصيتي=ظلٌ يرافقني جنبًا إلى جنبِ
عمري غريبٌ معي لم أختلِسْ ليَ مِنْ=براءةِ الذئبِ إلا صورةَ الذئبِ
هذا السوادُ على الأنفاسِ يحرجُني=فجئتُ أبحثُ نحوَ الضوءِ عَنِ ثقبِ
هَبْ لي قميصَكَ حتّى أستعيدَ بهِ=يا سيدي بصري في حلكةِ الدربِ
في التيهُ أشعرُ بي لكنَّ لي أملاً=يبقى، وبوصلةً أخرى بلا عيبِ
أتذكرُ الطفلَ في ذاتي؟ أتذكرُهُ=حينَ التقيتَ بهِ في عتمةِ الجبِّ؟
وكنتَ أولَ إيمانٍ تُوَحّدُهُ=أمي مَعَ الروحِ حتَى لحظةِ الشربِ
ووالدي كانَ مِنْ صغري يعلِّمُني=بأنْ أراكَ نبيَّ العينِ والهدبِ
ها قد كبُرْتَ معي وكلُّ مرحلةٍ=كتبتُها مِنْ سنينِ العمرِ في شيبي
عندي سلالاتُ عشقٍ أستطيعُ بها=أنْ أفهمَ الماءَ كمْ عانى مِنَ السَّكْبِ