أسئلةٌ معلقةٌ في سماءِ الحسينِ
سنة 2013
أسائلُ الموتَ : هلْ في الموتِ مُرتَجعُ = إلى الحياةِ، وهل في الجرحِ مُتَّسَعُ
هل في البداياتِ أسرارٌ بلا زمنٍ = هل في النهاياتِ مجدٌ ليسَ ينقطعُ
وأسألُ الحزنَ في عينيكَ مُشتعلاً = كأنهُ مِنْ خيوطِ الغيبِ يلتمعُ
أيُشرقُ اللهُ في نحرٍ يفيضُ دماً = أبهجةٌ في نزولِ الدمعِ ترتفعُ
أغُربةٌ أنْ تكونَ الروحُ في وطنٍ = مِنَ السماءِ التي في العشقِ تنتجعُ
أيصنعُ الجرحُ نوراً لا حدودَ لهُ = كلؤلؤٍ نبويٍّ ليسَ يُصطنعُ
أيبدعُ الثائرونَ النزفَ أغنيةً = متى التلاحينُ في المأساةِ تُبتدعُ
أيظهرُ الوجعُ السامي غديرَ رُؤىً = أيملأُ الأرضَ ورداً ذلكَ الوجعُ
أحزنُكَ المأتمُ الكونيُّ، هلْ لغةٌ = في نسجِها النعيُ والأعراسُ تجتمعُ
وأسألُ الماءَ: هلْ يرويكَ مِنْ عطشٍ = أمْ أنتَ ترويهِ ماءً مِلؤهُ ولعُ
وهل تشيخُ حكاياتٌ مرفرفةٌ = مِنْ غيمةِ الملكوتِ الحرِّ ترتضعُ
وهل تجيءُ مِنَ الأشواقِ، مِنْ وَلَهِ = العُشَّاقِ، مِنْ وَجَعِ الأوراقِ تندفعُ
أَيبدأُ الشعرُ مِنْ كَفّيكَ، مِنْ دَمِكَ = المسفوكِ، يا لدمٍ بالشعرِ مُنطبعُ!
يا كمْ تسيلُ على الأشياءِ مُجترحاً = وحيَ الحقيقةِ، لا زيفٌ ولا خُدَعُ
أتستغيثُ وتدعو، لا ترى أحداً = إلا بنيكَ وأصحاباً بهم ورعُ
أقولُ: هذا يقيني فيكَ مشتبكٌ = في حضرةِ الشكِّ يستقصي ويخترعُ
آمنتُ بالدمعِ في عينيكَ منتصراً = آمنتُ بالحزنِ حتى قيلَ : مُبتدِعُ
ألم تكنْ رحلةً للموتِ فارتحلتْ = للهِ أعمدةَ الطغيانِ تقتلعُ
وأسألُ الرأسَ: يا للرأسِ كَمْ جسدٍ = حُرٍّ ستلبسُ،كَمْ عُمْرٍ ستتّسعُ؟
أكنتَ مستعصياً كالموجِ كنتَ فماً = في كلِّ شبرٍ لهُ صوتٌ ومستمعُ
أأنتَ أجيالُ رَفْضٍ، نارُ ملحمةٍ = لاءاتُها لم تزلْ تسمو وتندلعُ؟
وكيفَ تنظرُ أبناءً مُذبَّحةً = فلا تخافُ، ولا يدنو لكَ الجزَعُ؟
وهمْ يخافونَ منكَ الظلَّ،كيفَ تُرى = هلْ كانَ يُقذفُ في أرواحهمْ فَزَعُ
وتلكَ أسئلةٌ تُلقي حكايتَها = إلى الذين حشاهمْ فيكَ مُفتجعُ
إلى هناكَ ..إلى الآتينَ مِنْ غدِهِم = إلى هوىً، لا زمانٌ فيهِ أو رُقَعُ