أسائلُ الموتَ : هلْ في الموتِ مُرتَجعُ = إلى الحياةِ، وهل في الجرحِ مُتَّسَعُ هل في البداياتِ أسرارٌ بلا زمنٍ = هل في النهاياتِ مجدٌ ليسَ ينقطعُ وأسألُ الحزنَ في عينيكَ مُشتعلاً = كأنهُ مِنْ خيوطِ الغيبِ يلتمعُ أيُشرقُ اللهُ في نحرٍ يفيضُ دماً = أبهجةٌ في نزولِ الدمعِ ترتفعُ أغُربةٌ أنْ تكونَ الروحُ في وطنٍ = مِنَ السماءِ التي في العشقِ تنتجعُ أيصنعُ الجرحُ نوراً لا حدودَ لهُ = كلؤلؤٍ نبويٍّ ليسَ يُصطنعُ أيبدعُ الثائرونَ النزفَ أغنيةً = متى التلاحينُ في المأساةِ تُبتدعُ أيظهرُ الوجعُ السامي غديرَ رُؤىً = أيملأُ الأرضَ ورداً ذلكَ الوجعُ أحزنُكَ المأتمُ الكونيُّ، هلْ لغةٌ = في نسجِها النعيُ والأعراسُ تجتمعُ وأسألُ الماءَ: هلْ يرويكَ مِنْ عطشٍ = أمْ أنتَ ترويهِ ماءً مِلؤهُ ولعُ وهل تشيخُ حكاياتٌ مرفرفةٌ = مِنْ غيمةِ الملكوتِ الحرِّ ترتضعُ وهل تجيءُ مِنَ الأشواقِ، مِنْ وَلَهِ = العُشَّاقِ، مِنْ وَجَعِ الأوراقِ تندفعُ أَيبدأُ الشعرُ مِنْ كَفّيكَ، مِنْ دَمِكَ = المسفوكِ، يا لدمٍ بالشعرِ مُنطبعُ! يا كمْ تسيلُ على الأشياءِ مُجترحاً = وحيَ الحقيقةِ، لا زيفٌ ولا خُدَعُ أتستغيثُ وتدعو، لا ترى أحداً = إلا بنيكَ وأصحاباً بهم ورعُ أقولُ: هذا يقيني فيكَ مشتبكٌ = في حضرةِ الشكِّ يستقصي ويخترعُ آمنتُ بالدمعِ في عينيكَ منتصراً = آمنتُ بالحزنِ حتى قيلَ : مُبتدِعُ ألم تكنْ رحلةً للموتِ فارتحلتْ = للهِ أعمدةَ الطغيانِ تقتلعُ وأسألُ الرأسَ: يا للرأسِ كَمْ جسدٍ = حُرٍّ ستلبسُ،كَمْ عُمْرٍ ستتّسعُ؟ أكنتَ مستعصياً كالموجِ كنتَ فماً = في كلِّ شبرٍ لهُ صوتٌ ومستمعُ أأنتَ أجيالُ رَفْضٍ، نارُ ملحمةٍ = لاءاتُها لم تزلْ تسمو وتندلعُ؟ وكيفَ تنظرُ أبناءً مُذبَّحةً = فلا تخافُ، ولا يدنو لكَ الجزَعُ؟ وهمْ يخافونَ منكَ الظلَّ،كيفَ تُرى = هلْ كانَ يُقذفُ في أرواحهمْ فَزَعُ وتلكَ أسئلةٌ تُلقي حكايتَها = إلى الذين حشاهمْ فيكَ مُفتجعُ إلى هناكَ ..إلى الآتينَ مِنْ غدِهِم = إلى هوىً، لا زمانٌ فيهِ أو رُقَعُ