ثورة زيد بن علي
الجزء الثامن: الإمام الصادق عليه السلام
وفي ليالي الظلم قام زيدُ= بثورةٍ يُكسرُ فيها القيدُ
لما رأى الفساد والتحريفا= ولم يجد خليفةً عفيفا
فطلبَ الاصلاحَ والرشادا= لينهي الجورَ والاستبدادا
فقال لو وصلتُ للثريا= ثم سقطت لاحتقرت الغيا
فقد رأيتُ من هشامٍ عجبا= كان فتىً له يسبُ العربا
ثم يسبُ جدي النبيا= معانداً مكابراً عصيا
ما كره المؤمن حرَّ السيفِ= الا هوى مطوقا بالحيفِ
بايع زيداً عدةٌ آلافُ= تحوطها الرماحُ والاسيافُ
مؤججاً لثورةِ التحدي= وقائداً بنفسهِ للجندِ
حتى أطل ثالث من صفرِ= على فتى لولا القضا لم يقهرِ
فانفضت الجيوشُ عن قائدها= مذعورةً تلوذُ عن رائدها
حتى أصيبَ جسمهُ بجرحِ= فعالج الجرح بقلب سمحِ
لكنه كان أصاب مقتلا= منه فلن يدرك زيدٌ أملا
حتى قضى مضرجاً بالنزفِ= في مشهد يعجز عنه وصفي
فدفنوه في مياه النهرِ= من خشية الحرق بغير قبرِ
لكنما هشامُ قد تجرا= واخرج الجثمانَ حين اصفرا
وأمر الطاغي يزيدٍ يُصلبُ= وهو فتى فاطمة المقرّبُ
وظلّ في الصلب سنيناً عده= شيعتهُ كانت تذوق الشده
وبعدها أحرق بالنيرانِ= وهو لعمري أطهرُ الجثمانِ
وذرّ بعدُ ذلك الرمادُ= في النهر كي تشربهُ العبادُ
وما دروا أن به شفاءا= لكل قلب يستضيف الداءا
فهو ابن طه وسليل حيدرِ= والاطهر ابن الاطهرِ ابن الاطهرِ
ونكب الإمام في المصابِ= وذرف الدموع للاحبابِ
وقال قد كان الشهيدُ عارفا= ولو أتاه النصر يوماً لوفى (1)