وفي ليالي الظلم قام زيدُ= بثورةٍ يُكسرُ فيها القيدُ لما رأى الفساد والتحريفا= ولم يجد خليفةً عفيفا فطلبَ الاصلاحَ والرشادا= لينهي الجورَ والاستبدادا فقال لو وصلتُ للثريا= ثم سقطت لاحتقرت الغيا فقد رأيتُ من هشامٍ عجبا= كان فتىً له يسبُ العربا ثم يسبُ جدي النبيا= معانداً مكابراً عصيا ما كره المؤمن حرَّ السيفِ= الا هوى مطوقا بالحيفِ بايع زيداً عدةٌ آلافُ= تحوطها الرماحُ والاسيافُ مؤججاً لثورةِ التحدي= وقائداً بنفسهِ للجندِ حتى أطل ثالث من صفرِ= على فتى لولا القضا لم يقهرِ فانفضت الجيوشُ عن قائدها= مذعورةً تلوذُ عن رائدها حتى أصيبَ جسمهُ بجرحِ= فعالج الجرح بقلب سمحِ لكنه كان أصاب مقتلا= منه فلن يدرك زيدٌ أملا حتى قضى مضرجاً بالنزفِ= في مشهد يعجز عنه وصفي فدفنوه في مياه النهرِ= من خشية الحرق بغير قبرِ لكنما هشامُ قد تجرا= واخرج الجثمانَ حين اصفرا وأمر الطاغي يزيدٍ يُصلبُ= وهو فتى فاطمة المقرّبُ وظلّ في الصلب سنيناً عده= شيعتهُ كانت تذوق الشده وبعدها أحرق بالنيرانِ= وهو لعمري أطهرُ الجثمانِ وذرّ بعدُ ذلك الرمادُ= في النهر كي تشربهُ العبادُ وما دروا أن به شفاءا= لكل قلب يستضيف الداءا فهو ابن طه وسليل حيدرِ= والاطهر ابن الاطهرِ ابن الاطهرِ ونكب الإمام في المصابِ= وذرف الدموع للاحبابِ وقال قد كان الشهيدُ عارفا= ولو أتاه النصر يوماً لوفى (1)