مواقف لا تنسى.. راثيا الإمام الحسين عليهالسلام وصحبه
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
اليك أقصري ما مسمعي اليوم مسمعي= إذا هو يصغى للملامة أو يعي
ولا أنا ممن يخرق اللوم سمعه= ويصغي الى عذل العذول المروع
الا رب ليل بت ارعى نجومه= كأن على وخز الأسنة مضجعي
تطارحني الورقاء فيه مناحها= وما مستقر القلب مثل مروع
سلاها على ماذا تأرق طرفها= وما وجد أضلاعها وجد أضلعي
ولا فارقت مثلى أخلاء قلبها= غداة نووا ظعنا بجرعاء لعلع
كأن ديارا كن فيهم أوانسا= دجنة ليل بالظلام ملفع
تراوع عنها القافلات وما بها= لنازلة في ربعها عيش مربعي
وقد كنت أقلاها إذا ما ذكرتها= بأعظم ذكر للصياخيد مصدع
عظيم عرى ال النبي محمد= فغادرهم صرعىلدى كل مصرع
هو الخطب لا تذكار أيام رامة= ولا شوق أرام بنعمان رتع
بقايا كرام سار في الدهر ذكرهم= مسير بدور في الدياجير طلع
وآساد آجام تهاب لقاهم= المنايا إذا ما قابلوها بموقع
أأنسى لهم في كربلاء مواقفا= تذوب السما من هولها المتوقع
مواقف تنس كل خل خليله= وتذهل عما أرضعت كل مرضع
إذا ما تنادوا للقاء وأقدموا= كإقدام آساد على البهم جوع
فلم تر شلوا ثم غير مضرج= ولم تر رأسا ثم غير مقنع
وخروا لوجه الله طوع رضائه= فمن خشع فوق التراب وخضع
الا يا بن بنت المصطفى أي فادح= عراك وخطب حل منك بمربع
يمينا بمن القى عليك أزمة= الخلايق من سامين عزا ووضع
لأنت الذي ما خامر الضيم منزلا= حواك ولم يظفر لديك بمطمع
وإن الذي وافاك لو شئت رده= لما إسطاع أن يومي اليك باصبع
ولله ثار قد أضيع مثاره= فهل ثائر يرجى لثأر مضيع
وان تدعوها با لهاشم فإنهضوا= والا إسكتوا لا يدعي بعد مدع
فلو كنتم أكفاء يوم طلابها= لثرتم اليها مسرعا إثر مسرع
لقد كنتم من أمنع الناس جانبا= وأحماهم إن ذل صعب التمنع
فما بالكم أصبحتم بعد عزكم= تهب عليكم كل نكباء زعزع
تذودكم عن موطن إثر موطن= وتقذفكم في بلقع بعد بلقع
ويا عجبا كيف إستطعتم تصبرا= وتهجع منكم أعين غير هجع
حريمكم بين اللئام صوارخ= وأنتم بمرأى من حماها ومسمع
رضيتم وانتم أعظم الناس غيرة= تسير أسارى فوق أكوار ضلع
أمية كم هدمت للمجد غاربا= وزعزعت منه شامخا لم يزعزع
وجمعت شمل الغي بعد تشتت= وشتت شمل الدين بعد تجمع
الا فأستعدي يا لك الويل وإرقبي= طلايع رايات الهدى وتطلعي
فإن لها يوما عظيما لقاؤه= على كل مرهوب اللقاء سميدع
يثير به نقع الملاحم للسما= أخو عزمات ليس بالمتضعضع
هنالك يسمو طائلا رأس خاضع= ويشمخ فيه عاطسا أنف أجدع