جددوا الحزن .. وهي في رثاء الإمام الحسن عليهالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
يا وقعة ما صاح صائحها= حتى سمعنا في السما الندبا
قتل الحسين فجددوا حزنا= وتجلببوا لمصابه ثوبا
من لم يذب من أجله كمدا= فلقد أصاب من الصفا قلبا
وأرى الصفا ينهد منصدعا= هو حين يذكر يومه الصعبا
يوم يجدده الزمان لنا= فيعود يابس حزننا رطبا
تمضي به ألأيام مشفقة= أن لا تذوب بهوله ذوبا
حتى تعود به فتحسبه= ما غاب أو ما زارنا غبا
تقضون آل محمد عطشا= ويلذ قلبي بعدها شربا
لا والذي سمك السماء بكم= وأقامكم لبلاده قطبا
وألله لو أني بموقفكم= يوم الطفوف مجردا عضبا
لرأيتموني كيف أنسفها= عنكم كتائب تنكر الكتبا
حتى أذوق الموت دونكم= فأكون قد أرضيت لي ربا
وعجبت من قوم أقام بهم= سبط الرسول مقاسيا كربا
يدعوهم يا قوم هل أحد= منكم يكون لربه حزبا
يا قوم آل ألله بينكم= فإكفوهم من حربهم حربا
وعجبت كيف يرونه عفرا= فوق الثرى ونساءه تسبى
لم لم يموتوا دونها جزعا= كي لا يطيق العاتب العتبا
ويلاه ما حال النبي وقد= أضحى بقطع لحمه إربا
ويلاه ما حال الوصي وقد= أضحى يمزق جسمه ضربا
ويلاه ما حال الزكي وقد= سلبته عادية الردى لبا
ويلاه ما حال البتول وقد= سلبت بعرصة كربلا قلبا
اسفي لها والحور تسعدها= بالنوح وهي تصيح يا ربا
ولدي وأطفالي أبادهم= صرف الردى أيرى لهم ذنبا
يا رب ما ذنب الرضيع غدا= سهم الردى لأوامه شربا
يا رب ما ذنب العليل غدا= القيد الثقيل لدائه طبا