الصمت الناطق - في مولد الإمام الحجة (عجّل الله تعالی فرجه الشريف)
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
لِلّه صَمتكَ أيُّ لحنٍ شاعري= كالحسن ملؤ مشاعرٍ ونواظرِ
أنّي نظرتُ أراكَ وجهاً ملؤه= نورٌ ، ولكن لا أراك بناظري
کالعطر يسحبنا لسحر فتونه= وشذاه مخبوءً بطيّ أزاهر
کالروح تنبض بالحياة ، ووجهها= أخفت ملامحه وراء ستائر
تعبَ الزمان ولم تزل ثرّ القوی= يسقي الرجاء رُؤی صباک الزاهر
لابد للشمس الخفيّة عودة= في الصبح رغم قوی الظلام الجائر
ذکراک تقدم کالربيع لقفرنا ال= ذاوي ، فيحيی ألف روض ناظر
يهمي علينا بالحياة نسيمها= والخير والأمل الحبيب الطاهر
ويعيد تاريخ الولاء فتوّةً= في الخطو تمسح ألف شوک غادر
يا لائمي في حبّهم وولائهم= مهلاً ، فإنّهم نعيم مشاعري
فهم بهول التيه أعذب واحة= وبخاطر الظلماء فجر بشائر
أسفاً علی اُمم تناست مجده= وتنکّرت لبزوغ عهدٍ زاهر
لو يطرد الإنسان من أعماقه= ليلاً يجمّعه جنون جرائر
وحکاية الماضي ولعنة اُمّة= کانت تقيم بعالم متناحر
يتصارعون علی الغنيمة والعدی= يغزو مواقعنا ولا من ذاکر
حتى انتبهنا والعدى في أرضنا= أهل ونحن عليه أثقل زائر
فالغرب حطّمَ كلّ بابٍ واحتوى= آفاقنا حتى دبيب الخاطر
دنيا من المتع الرخيصة ، ثرّة= بالمخزيات ، بكلّ عمرٍ فاجر
وتغيب في عبث الظلام ، فعهدهم= كونٌ يجنُّ بكلّ وحش كاسر
خمدت مبادؤهم ، فكلّ طموحهم= زعقات أكوابٍ ، وحشد عواهر
أين الفتوح الشمُّ تعصف ثورة= وتنازل الدنيا بكلّ مغامر
أين الحروف البيض تهطل بالهدى= والنور ، تخصب كلّ قفر داثر
نضبت روافدها بجيل غارق= في البغي يلهث خلف وحل جرائر
يا رحلة العلياء كيف تقهقرت= منكِ الخطى تهوي بتيهٍ غابر
لتعود لليل القديم يجنُّ فيه= غاباته وحش الضياع الخاسر
المجد خطوٌ واثبٌ يطوي المدى= ويواجه الجلّى بعزمٍ قاهر
قد خاب من يغفو بأوحال الهوى= ويقيم في الدنيا بقلبٍ خائر