أربعين الطف
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
أربعين الطف بالأحزان عاد= يالخطبِ زلزل السبع الشداد
شعلة الثورة فينا أجّجتها كربلاء= علّمتنا أنّ درب المجد شوكٌ ودماء
في سبيل الله آلام صغار ونساء= أسروها ومدى الأسر سياطٌ وبذاء
والضحايا دون أيدٍ ورؤوسٍ في العراء= فجّر الأجيال بالثورة فوجُ الشهداء
بعثوا بالدم في التاريخ صحواً ومضاء= يتحدّى أبداً كل عروش الأدعياء
رسموا للمؤمنين= منهجَ النصر المبين
أيقظوا الحُرَّ ، لكي يص=لح بالعدل البلاد
عاد ركب الأسر للطفِّ بيوم الأربعين= رغم حزن الطف عاشوا رحلة الأسر الحزين
ذكرياتٌ مرّةٌ تبقى على مرّ السنين= تبعث الأشجان والحسرة فينا والأنين
فقيود أوجعت آل الهداة الطاهرين= وسياط وجراح وعيون الشامتين
وعلى الهزل في البيد بأيدي الحاقدين= حملوا رغم الخطوب السود صوت الثائرين
رغم عرش المجرمين= كشفوا الحق المبين
مذ رأوا في الثورة الشم=ماء فرضاً واعتقاد
وأتى جابر يطوي البيد شوقاً للّقاء= أخبروه أنّ هذي الأرض تُدعى كربلاء
هاهنا خير رجال الدهر صرعى في العراء= هاهنا قتل وتشريد وكرب وبلاء
هاهنا نهبٌ وسلبٌ ودموعٌ ودماء= هاهنا قد أرهق الأطفال ذعرٌ وظماء
هاهنا لم يرفق الأوغاد حتى بالنساء= سلبوها وسبوها أحرقوا منها الخباء
بطش الوحش اللعين= بتراث الطاهرين
حاربوا آل رسول ال=له ظلماً وعناد
هاهنا هبّت إلى الثأر دعاة الجاهليّة= حاولوا إطفاء نور الله في تلك الرزيّه
طاردوا شيعة آل المرتضى خير البريّه= تتبع الاُمّة في الظلم الدعيَّ ابن الدعيّه
كيف يرضى الدين أن تحكم هندٌ وسميّة= أعمت الأحقاد والأهواء أوغادَ اُميّة
ماتت الرحمة في تلك القلوب الهمجيّة= حاربوا الأخلاق والدين بأرض الغاضريّه
فتكوا بالمؤمنين=فأسيرٌ وطعين
هكذا قد أسلم العص=رُ إلى الطاغي القياد
هاهنا في الطف يا جابر كانت نائبات= هاهنا العبّاس مطروحٌ على شاطي الفرات
وهنا الأكبر قد قطّعه طعن الجناة= ورضيعٌ ظاميءٌ روّته بالنبل رماة
وصحابٌ بذلوا في نصرة السبط الحياة= والحسين السبط رضّت صدره خيلُ الطغاة
كيف لا نبكي على تلك الرزايا المؤلمات= قد بكته قبل خلق الأرض كلُّ الكائنات
يا له جرح دفين= في قلوب المؤمنين
سوف يبقى حزننا= فيه إلى يوم المعاد
وبكى جابر مذ أصغى إلى الرزء المهول= كم رأى رأس حسين السبط في حجر الرسول
يلثم النحر ويرنو الصدر والدمع هطول= فإذا صدر حسين فوقه تجري الخيول
وإذا الرأس على الرمح مع الأسر يجول= وإذا زينب بعد العزّ والخدر ثكول
تنظر الأعين والأيدي على الركب تطول= وسياط البغي تنهال على آل البتول
صرختْ يا مسلمين= ليس لي فيكم معين
بعدما قد فقدت في= كربلا كلّ عماد