أربعين الطف بالأحزان عاد= يالخطبِ زلزل السبع الشداد شعلة الثورة فينا أجّجتها كربلاء= علّمتنا أنّ درب المجد شوكٌ ودماء في سبيل الله آلام صغار ونساء= أسروها ومدى الأسر سياطٌ وبذاء والضحايا دون أيدٍ ورؤوسٍ في العراء= فجّر الأجيال بالثورة فوجُ الشهداء بعثوا بالدم في التاريخ صحواً ومضاء= يتحدّى أبداً كل عروش الأدعياء رسموا للمؤمنين= منهجَ النصر المبين أيقظوا الحُرَّ ، لكي يص=لح بالعدل البلاد عاد ركب الأسر للطفِّ بيوم الأربعين= رغم حزن الطف عاشوا رحلة الأسر الحزين ذكرياتٌ مرّةٌ تبقى على مرّ السنين= تبعث الأشجان والحسرة فينا والأنين فقيود أوجعت آل الهداة الطاهرين= وسياط وجراح وعيون الشامتين وعلى الهزل في البيد بأيدي الحاقدين= حملوا رغم الخطوب السود صوت الثائرين رغم عرش المجرمين= كشفوا الحق المبين مذ رأوا في الثورة الشم=ماء فرضاً واعتقاد وأتى جابر يطوي البيد شوقاً للّقاء= أخبروه أنّ هذي الأرض تُدعى كربلاء هاهنا خير رجال الدهر صرعى في العراء= هاهنا قتل وتشريد وكرب وبلاء هاهنا نهبٌ وسلبٌ ودموعٌ ودماء= هاهنا قد أرهق الأطفال ذعرٌ وظماء هاهنا لم يرفق الأوغاد حتى بالنساء= سلبوها وسبوها أحرقوا منها الخباء بطش الوحش اللعين= بتراث الطاهرين حاربوا آل رسول ال=له ظلماً وعناد هاهنا هبّت إلى الثأر دعاة الجاهليّة= حاولوا إطفاء نور الله في تلك الرزيّه طاردوا شيعة آل المرتضى خير البريّه= تتبع الاُمّة في الظلم الدعيَّ ابن الدعيّه كيف يرضى الدين أن تحكم هندٌ وسميّة= أعمت الأحقاد والأهواء أوغادَ اُميّة ماتت الرحمة في تلك القلوب الهمجيّة= حاربوا الأخلاق والدين بأرض الغاضريّه فتكوا بالمؤمنين=فأسيرٌ وطعين هكذا قد أسلم العص=رُ إلى الطاغي القياد هاهنا في الطف يا جابر كانت نائبات= هاهنا العبّاس مطروحٌ على شاطي الفرات وهنا الأكبر قد قطّعه طعن الجناة= ورضيعٌ ظاميءٌ روّته بالنبل رماة وصحابٌ بذلوا في نصرة السبط الحياة= والحسين السبط رضّت صدره خيلُ الطغاة كيف لا نبكي على تلك الرزايا المؤلمات= قد بكته قبل خلق الأرض كلُّ الكائنات يا له جرح دفين= في قلوب المؤمنين سوف يبقى حزننا= فيه إلى يوم المعاد وبكى جابر مذ أصغى إلى الرزء المهول= كم رأى رأس حسين السبط في حجر الرسول يلثم النحر ويرنو الصدر والدمع هطول= فإذا صدر حسين فوقه تجري الخيول وإذا الرأس على الرمح مع الأسر يجول= وإذا زينب بعد العزّ والخدر ثكول تنظر الأعين والأيدي على الركب تطول= وسياط البغي تنهال على آل البتول صرختْ يا مسلمين= ليس لي فيكم معين بعدما قد فقدت في= كربلا كلّ عماد