في رثاء السيدة زينب عليهالسلام عقيلة بني هاشم
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
يا لسان الطفوف زينب لولاكِ= لَظلّت أحداثها في الخفاء
لأصابت أصالة النهضة الكبري= أيادي التشويه والإخفاء
واصلت زينب مسيرة ركب السبط= هزّت مشاعر الأبناء
حاول البغي أن يصدّ مسير السبط= يمحو آثار تلك الدماء
رام تزييفها ليسكت صوتاً= رافضاً للمجازر السوداء
ساخطاً ثائراً على الزيف والبغي= وحكم الطغاة والأدعياء
إنّ ديناً عانى الرسول لتشييد= بناه وسيّد الأوصياء
بُذلت في سبيله الأنفس الطهر= وخاضوا سوح الوغى والعناء
لهداه عانوا جهاداً مريراً= زاخراً بالعواصف الهوجاء
و « عليٌّ » كم قاتل الشرك والزيف= ليبقى دين الهدى بنقاء
أيريد العدى مصادرة الأتعاب= أو حرفهم لدين السماء
فتصدّى لمكرهم وقواهم= في ثرى الطفّ سيّد الشهداء
فجّرت تضحياته الوعيَ والصحوة= ماذا يروم جيش العداء
فسعى المجرمون أن يوقفوا الوعي= بتشويه نهضةٍ عصماء
فتصدّى صوت العقيلة للزيف= لبغي الطغاة والاُجَراء
رغم بطش الجناة تحمل للأجيال= صوت الأبطال في كربلاء
لم يرعها عرش الطغاة ولم تخشَ= حشود الأطماع والبغضاء
وسياط الجناة تجلد في الأسر= عداءاً لصبيّةٍ ونساء
حملت للعصور ملحمة الطف= وأهداف ثورة شمّاء
ورسالاتها وزيف الطواغيت= وجور الجناة والاُجراء
وبطولات فتيةٍ بالدماء الطهر= خطّوا نهج الهدى والفداء
تحمل الثورة العظيمة للدهر= وترعى مسيرة الاُسراء
وخصوم الإسلام في نشوة النصر= تهادوا بالفرحة الجوفاء
نطقت بنت حيدرٍ ورثت منه= خصال الشجاعة الغرّاء
نطقت في مجالس العرش والجور= وحشد الجناة والأعداء
نطقت فيهم بأنّ وسام النصر= يعلوا في جبهة الشهداء
والطواغيت سوف تفنى ولن يبقى= سوى الحق والهدى والإباء
صدقت إذ غدا كيان يزيد= لعنة الدهر وانطوى للفناء
وضحايا الطفوف خلّدها التاريخ= تبقى نبع الهدى والمضاء
إنّ ذكر الحسين يحفظ في الأجيال= ذكر الشريعة الغرّاء