سَلْسَبيلٌ بِلَا تَأْصيلٍ !
سنة 2012
في أَحْرُفِ العِشْقِ بَاتَ الإنْسُ وَالجَانُ = وَالعِشْقُ فِي حَفْوَةِ الظَّلماءِ يَزْدانُ
أَسهَبْتُ فِي ذِكْرِها ، فالوقتُ مُقتصِرٌ = والعيْشُ مُرْتَحِلٌ ، وَالمَوْتُ حيَّانُ
وَالعِشْقُ فِي آَلِ بَيْتِ المُصْطَفَى مَدَدٌ = لَا الحَدُّ يَفْصِلُهُ ... لَا المَوْتُ لَا الآنُ !
مَا مَلَّ شِيْعَتُهُم ، فَالبُعْدُ مُنْقَطِعٌ ، = زَحَفًا بِأَفْئِدَةٍ ، بِالعِشْقِ قَدْ جَانوا
جَانوا بِأَعْذَبَ مَا يَروي ، فَلَا عَتَبٌ! = إذْ لَا يُعاتَبُ بِالإِكراهِ سَكْرانُ
حُسَينُ فِي قُبَّةِ الإِحْسانِ أَمْنِيَةٌ = وَالحُسْنُ فِي مُنْيَةِ الإحْسانِ حَسَّانُ
يَشْتَاقُهُ الماءُ نَبْعًا فِي تَدَفُّقِهِ ، = طَيْفًا وَيَشْتاقُ لِلأَنْهارِ ظَمْآنُ
يَكْتَظُّ فِيَّ دَمِي مُذْ صِرْتُ أرمُقُهُ = بَدْرًا عَلَى تُرُبٍ ، وَالتُّرْبُ كَفَّانُ
جَنَحَتْ لَهُ سُفُني تَنْسابُ فِي عَجَلٍ = فَالأرْضُ مُطْبِقَةٌ ، والمَدُّ فَنَّانُ
كَشَّفْتُ عَنْ سَاقِي فَنًّا فِي تَمَوُّجِهِ = حَسْبِي بِهِ لُجَجًا جَلَّاهُ "سَلْمانُ"
أَيْ دَمْعَتِي انْهَمِرِي مِنْ كُلِّ أَوْرِدَتي = خَلِّي عَلَيكِ حَيًا ، فَالدَّهْرُ خَوَّانُ
وَاسْتَلهِمِي مِنْ حِمَى التَّنُّورِ نَفْحَتَهُ = فالحَرُّ وَالحُرُّ فِي أَعْمَاقِه شَانُ
دَعْهَا عَلَى فَدَنِ البُركانِ تَلْثِمُهُ = فَالحُبُّ مُلْتَهِبٌ ، وَالشَّوْقُ بُركَانُ
دَعْها أَيا سَيِّدي فَاللهُ بَارَكَهَا = عَذْراءُ ، مَا مِثْلُها دَمْعٌ وَإِنْسَانُ!
تَنْسَابُ فِي خَجَلٍ ، وَالْوَرْدُ يَنْفَحُهَا = حَمْرا عَباءَتُها ، فَالعِشْقُ رُمَّانُ
وَعِنْدَمَا سَجَدَتْ فِي صَدْرِ مَقْصَدِها = أَنَّتْ ، فَكَيفَ هوَتْ لِلْكَسْرِ أَحْضَانُ ؟!
وَكَيْفَ كَيْفَ بِها تَأْتيكَ أَخيِلَةٌ = حتَّى تَشَاطَرَ بِالحفَّارِ وِجْدَانُ ؟!
بَلْ كَيْفَ لِلشِّعرِ أَنْ يَشْدُو عَلَى ظَمَأٍ = والْجُرحُ إنَّ بِهِ تَخْتَلُّ أَلْحَانُ ؟!
لا سَامَحَ اللهُ قَلْبًا مَا تَخالَجَهُ = مُوتٌ ، وَفِي سَاعَةِ التَّوديعِ فَرْحانُ
لَا سَامَحَ اللهُ حُزني إنْ تَقاسَمهُ = ماءٌ عَلَى سُفْرَةِ التَّصْبيرِ صِنْوانُ
فَأَنْتَ يَا مُلهِمي فِي جُرْحِ قافِيَتي = صَلَّى لَكَ الشِّعْرُ ... وَالإِلْهامُ عُنْوَانُ
وَأَنْتَ يَا سيِّدي للكُرْبِ راكِسُهُ = وَأنْتَ يا سيِّدي فِي الطَّفِّ قُرآنُ
لِلبيْتِ "إِبراهيمُ" يَسْتَعلِي قَواعِدَهُ = وَأَنْتَ حَاشاكَ لَا يُغنيكَ بُنْيانُ
وَأَنْتَ فِي وُجْهَةٍ للهِ مُتَّجِهٌ = أَنَّى لِ"هَابِيلَ" بِالمُهْجَاتِ قُرْبانُ ؟!
قُربى إِلَى اللهِ يا "هاجَرُ" التَفِتي = شَتَّانِ ذَاكَ دمٌ يَسْرِي ، وَطُوفانُ !
شَتَّانِ بَيْنَ ضَنًى بِالقَلْبِ مَسْكَنُهُ = وَبَيْنَ مَنْ نَحْرُهُ للنَّاسِ أَوْطانُ !
مَا قُلْتُ : وَ ا عَجَبًا يَا حُرَّةُ انتَصِبِي = سِبْطُ الرَّسولِ عَلَى كَفَّيْكِ رضوانُ
أَيْ زَيْنَبُ اغْتَسِلي مِنْ دَمِّ خُنْصُرهِ = صَلِّي علَيهِ ؛ فَمِلْءُ البَحْرِ مَرْجانُ
فِي صَدْرِهِ السَّهْمُ لَا يَرْضَى بِتَفْرِقَةٍ = فالقلْبُ وَالعِلْمُ وَالشّرْيانُ فَتَّانُ
لَحَّنْتُ فِي خَافِقِي ثوْرِيَّةً بِدَمي = قَدْ حَاكَها الصَّبْرُ وَالعَبْراتُ أَفْنانُ
آليتُ أَنْ أَنْحَني فَالشِّعرُ يُرهِقُني ، = وَالحُرُّ فِي حُرمَةِ التَّعظيمِ خَجْلانُ
كُلُّ التَّعابيرِ قَدْ تَجْثو بِأَلسِنَةٍ = لكِنَّ وَجْدِي بِلَحْنِ الحُزْنِ حيْرانُ
إِيهٍ ، فَأيُّ دَمٍ للشَّيبِ خَاضِبُهُ = أَمْ أَيُّهُم سَقَطَتْ للثَّغْرِ أَسنانُ ...؟
أْمْ أَيُّهُم غَبَرَتْ للنَّحْرِ تَسْتُرُهُ = وقَسطلُ الطَّفِّ فِي الثَّفَناتِ قُبَّانُ ...؟!
حَتَّى أُشيدَ بِها شِعرًا وَأنْثُرَهُ = فَوْقَ الظَّليمَةِ ، فالتَّاريخُ بُهتانُ