في أَحْرُفِ العِشْقِ بَاتَ الإنْسُ وَالجَانُ = وَالعِشْقُ فِي حَفْوَةِ الظَّلماءِ يَزْدانُ أَسهَبْتُ فِي ذِكْرِها ، فالوقتُ مُقتصِرٌ = والعيْشُ مُرْتَحِلٌ ، وَالمَوْتُ حيَّانُ وَالعِشْقُ فِي آَلِ بَيْتِ المُصْطَفَى مَدَدٌ = لَا الحَدُّ يَفْصِلُهُ ... لَا المَوْتُ لَا الآنُ ! مَا مَلَّ شِيْعَتُهُم ، فَالبُعْدُ مُنْقَطِعٌ ، = زَحَفًا بِأَفْئِدَةٍ ، بِالعِشْقِ قَدْ جَانوا جَانوا بِأَعْذَبَ مَا يَروي ، فَلَا عَتَبٌ! = إذْ لَا يُعاتَبُ بِالإِكراهِ سَكْرانُ حُسَينُ فِي قُبَّةِ الإِحْسانِ أَمْنِيَةٌ = وَالحُسْنُ فِي مُنْيَةِ الإحْسانِ حَسَّانُ يَشْتَاقُهُ الماءُ نَبْعًا فِي تَدَفُّقِهِ ، = طَيْفًا وَيَشْتاقُ لِلأَنْهارِ ظَمْآنُ يَكْتَظُّ فِيَّ دَمِي مُذْ صِرْتُ أرمُقُهُ = بَدْرًا عَلَى تُرُبٍ ، وَالتُّرْبُ كَفَّانُ جَنَحَتْ لَهُ سُفُني تَنْسابُ فِي عَجَلٍ = فَالأرْضُ مُطْبِقَةٌ ، والمَدُّ فَنَّانُ كَشَّفْتُ عَنْ سَاقِي فَنًّا فِي تَمَوُّجِهِ = حَسْبِي بِهِ لُجَجًا جَلَّاهُ "سَلْمانُ" أَيْ دَمْعَتِي انْهَمِرِي مِنْ كُلِّ أَوْرِدَتي = خَلِّي عَلَيكِ حَيًا ، فَالدَّهْرُ خَوَّانُ وَاسْتَلهِمِي مِنْ حِمَى التَّنُّورِ نَفْحَتَهُ = فالحَرُّ وَالحُرُّ فِي أَعْمَاقِه شَانُ دَعْهَا عَلَى فَدَنِ البُركانِ تَلْثِمُهُ = فَالحُبُّ مُلْتَهِبٌ ، وَالشَّوْقُ بُركَانُ دَعْها أَيا سَيِّدي فَاللهُ بَارَكَهَا = عَذْراءُ ، مَا مِثْلُها دَمْعٌ وَإِنْسَانُ! تَنْسَابُ فِي خَجَلٍ ، وَالْوَرْدُ يَنْفَحُهَا = حَمْرا عَباءَتُها ، فَالعِشْقُ رُمَّانُ وَعِنْدَمَا سَجَدَتْ فِي صَدْرِ مَقْصَدِها = أَنَّتْ ، فَكَيفَ هوَتْ لِلْكَسْرِ أَحْضَانُ ؟! وَكَيْفَ كَيْفَ بِها تَأْتيكَ أَخيِلَةٌ = حتَّى تَشَاطَرَ بِالحفَّارِ وِجْدَانُ ؟! بَلْ كَيْفَ لِلشِّعرِ أَنْ يَشْدُو عَلَى ظَمَأٍ = والْجُرحُ إنَّ بِهِ تَخْتَلُّ أَلْحَانُ ؟! لا سَامَحَ اللهُ قَلْبًا مَا تَخالَجَهُ = مُوتٌ ، وَفِي سَاعَةِ التَّوديعِ فَرْحانُ لَا سَامَحَ اللهُ حُزني إنْ تَقاسَمهُ = ماءٌ عَلَى سُفْرَةِ التَّصْبيرِ صِنْوانُ فَأَنْتَ يَا مُلهِمي فِي جُرْحِ قافِيَتي = صَلَّى لَكَ الشِّعْرُ ... وَالإِلْهامُ عُنْوَانُ وَأَنْتَ يَا سيِّدي للكُرْبِ راكِسُهُ = وَأنْتَ يا سيِّدي فِي الطَّفِّ قُرآنُ لِلبيْتِ "إِبراهيمُ" يَسْتَعلِي قَواعِدَهُ = وَأَنْتَ حَاشاكَ لَا يُغنيكَ بُنْيانُ وَأَنْتَ فِي وُجْهَةٍ للهِ مُتَّجِهٌ = أَنَّى لِ"هَابِيلَ" بِالمُهْجَاتِ قُرْبانُ ؟! قُربى إِلَى اللهِ يا "هاجَرُ" التَفِتي = شَتَّانِ ذَاكَ دمٌ يَسْرِي ، وَطُوفانُ ! شَتَّانِ بَيْنَ ضَنًى بِالقَلْبِ مَسْكَنُهُ = وَبَيْنَ مَنْ نَحْرُهُ للنَّاسِ أَوْطانُ ! مَا قُلْتُ : وَ ا عَجَبًا يَا حُرَّةُ انتَصِبِي = سِبْطُ الرَّسولِ عَلَى كَفَّيْكِ رضوانُ أَيْ زَيْنَبُ اغْتَسِلي مِنْ دَمِّ خُنْصُرهِ = صَلِّي علَيهِ ؛ فَمِلْءُ البَحْرِ مَرْجانُ فِي صَدْرِهِ السَّهْمُ لَا يَرْضَى بِتَفْرِقَةٍ = فالقلْبُ وَالعِلْمُ وَالشّرْيانُ فَتَّانُ لَحَّنْتُ فِي خَافِقِي ثوْرِيَّةً بِدَمي = قَدْ حَاكَها الصَّبْرُ وَالعَبْراتُ أَفْنانُ آليتُ أَنْ أَنْحَني فَالشِّعرُ يُرهِقُني ، = وَالحُرُّ فِي حُرمَةِ التَّعظيمِ خَجْلانُ كُلُّ التَّعابيرِ قَدْ تَجْثو بِأَلسِنَةٍ = لكِنَّ وَجْدِي بِلَحْنِ الحُزْنِ حيْرانُ إِيهٍ ، فَأيُّ دَمٍ للشَّيبِ خَاضِبُهُ = أَمْ أَيُّهُم سَقَطَتْ للثَّغْرِ أَسنانُ ...؟ أْمْ أَيُّهُم غَبَرَتْ للنَّحْرِ تَسْتُرُهُ = وقَسطلُ الطَّفِّ فِي الثَّفَناتِ قُبَّانُ ...؟! حَتَّى أُشيدَ بِها شِعرًا وَأنْثُرَهُ = فَوْقَ الظَّليمَةِ ، فالتَّاريخُ بُهتانُ

Testing
عرض القصيدة