قرأْنَاكَ في أعينِ البؤساءْ
أماناً كبيراً
يسيّجُ تلكَ القلوبَ التي أفزَعَتْها الفجيعةُ في ( كربلاءْ )
وحُلماً جميلاً يداعبُ جفنَ العيونِ التي أسهبَتْ في العذابِ
يغلِّفُها الحزنُ والشوقُ والذكرياتُ
لأجلِكَ يا جنةَ الشهداءْ
تهاوى بها السّهدُ مجروحةً في الظلامِ
على شفرةِ الحزنِ مغموسةً في البكاءْ
سقطْتَ فسالَتْ دِماكَ
بحيرةَ وردٍ يجدّفُ فيها الإباءْ
3
وكانَ ( الفراتُ ) حزيناً
يلملمُ ضوءَ الشموسِ
ويرحلُ نحوَ الخفاءْ
تموتُ الطيورُ على شاطئيهِ
وتسقطُ ظمأى
وتهوي الأزاهيرُ من ( هاشمٍ ) ..
ويخرُّ الصحابُ ..
تجفُّ على الطينِ آثارُهمْ
مطاعينَ ..
أشلاؤهمْ مسكنٌ للرياحِ
وطلاّبَ حقٍّ
قد ابتكرُوا الموتَ نهجاً
على أن يُهانُوا
فمدّتْ عليهمْ نخيلُ ( العراقِ ) ظلالَ المساءْ
وأكرمْ بِها أن تسيلَ الدماءْ
فمِنْ ها هنا الابتداءْ
إلى ها هنا الانتهاءْ
ويا أيُّ هذا المجرّدُ من كلِّ شيءٍ
سوى العزِّ يومَ المحرّمِ
تندى عليهِ الورودُ ..
تزاورهُ الطيرُ بينَ النبوّةِ جسراً وبينَ الإمامَهْ
يموتُ وكفّاه مرفوعتانِ
علامةَ رفضٍ