تألَّقْ أيّها السبطُ الشهيدُ
سنة 2012
تألَّقْ أيّها السبطُ الشهيدُ = فلا شمرٌ هناك ولا يزيدُ
وليسَ بماكثِ الدنيا يسيراً = كمن أمسى بعالمِهِ الخدودُ
برئتُ من الهوى إنْ كانَ شعراً = فحبُّكَ فوقَ ما يصِفُ القصيدُ
وإن صمتَتْ شفاهُكَ فهيَ نجوى = وإنْ نطقَتْ فقرآنٌ مجيدُ
ولم أبصِرْ عظيماً في حياتي = يؤمُّ الناسَ وهو بها وحيدُ
تسيرُ إليهِ أقدامُ البرايا = تحثُّ الخطوَ والمسرى بعيدُ
يظلِّلُها من الرحمنِ لطفٌ = فنارُ الإشتياقِ بها وقودُ
ترتِّلُكَ الجراحُ غداةَ نزفٍ = وتبحرُ في رؤاكَ وتستزيدُ
ويندلقُ المدى رتماً مصفًّى = وفي عينيكَ يبتهلُ النشيدُ
عجبتُ لمَنْ يحلّقُ في المعالي = شموخاً كيفَ يحضنُهُ الصعيدُ
دماهُ تناسلَتْ بفمِ الضحايا = إليهِ بكلِّ ناحيةٍ وجودُ
وما سكنَتْ جراحٌ تعتريهِ = برغمِ الظلمِ يمطرُها الوعيدُ
تجفّفُ ما استفاقَ بمقلتَيْها = ويعبقُ في بواطنِها الصمودُ
أعاصمةَ الإباءِ وفجرَ نحرٍ = تماهى في مصلاّكَ السجودُ
أرادوا ظلمةً وأردتَ نوراً = وليسَ يكونُ إلا ما تريدُ
وللسبحاتِ في شفتيكَ وترٌ = إذا ما شفَّها منكَ الصُّعودُ
وللزفراتِ عبقةُ مستفيضٍ = تألَّقُ من مدامِعِهِ الخدودُ
وللأشلاءِ متّسعُ انتحابٍ = وها قد ضمَّ فرقَتَها الجريدُ
ورأسُكَ حينَ حلّقَ في عُلاهُ = فلا حدٌّ إليهِ ولا حدودُ
يعانقُ ومضةَ العبراتِ عشقاً = وآيُ الكهفِ رتَّلَها الوريدُ
وهبتَ هداكَ في عطفٍ تهادى = أليسَ بجمعِهِمْ رجلٌ رشيدُ
وملْءَ التضحياتِ فراتُ وجدٍ = ترقْرَقُ من منابِعِهِ الزُّنودُ
فرحمى السافياتِ عذابَ طفٍّ = وقد سكتَتْ ليُنْطِقَها الوليدُ
تُغازلُ نحرَهُ الريحُ ارتواءً = لسقْيا بلغةٍ مما تجودُ
فأرخى الجفنَ بينَ يديكَ شوقاً = وناحَ الصبرُ وارتحلَ الوجودُ
مضيتَ وآهُكَ انداحَتْ فداءً = وأورقَ في مداكَ دمٌ فريدُ
تخطّيتَ الدروبَ بوحيِ قدسٍ = خَلدْتَ ومجدُكَ الباقي تليدُ