مَنْ أنتَ.. قُلْ لي
سنة 2011
مَنْ أنتَ والأنوارُ جذبا؟!=وبثغرِكَ الأذكارُ تَعبى؟!
مَنْ أنتَ في طشتٍ مُغطًى=وسناكَ في الأفلاكِ شبّا؟!
هل يستوي قمرٌ مُنيرٌ=وبطرْفِهِ خسفٌ مُعبّا؟!
مَنْ أنتَ يا ربّاهُ قُلْ لي=وأنينُ صوتِكَ صارَ جدبا؟!
مَنْ أنتَ يا نوراً تشظّى=مُتفرِّعاً في الأفقِ شُعبا
نادى بنحرهِ يا ابنتي لا=تبكي.. فهذا الرأسُ يأبى
عزَّ المُصابُ تحمّلِيهِ=جلّ العزاءُ .. وجلُّ خطبا
إنّي الحسينُ أبوكِ عُودي=وكفَاكِ إعوالاً ونحبا
فهنا رضِيعي أرضعوهُ =بدماهُ فوقَ يدي مُكِبّا
وهنا بقي إبني عليٌّ=مُفرداً قد ضلَّ دَربا
وهنا هوى كُرسْيُّ مَجدٍ=وتقطّفَتْ أزهارُ قُربى
وهناكَ زينبُ والمنايا=أسرى إلى الشاماتِ تُسبى
فمسيرُكُمْ للشامِ داءٌ=صبَّ العذابَ عليَّ صبّا
وسرى يُقطّعُ عمقَ روحي=مِنْ بعدِ أن سلبُوهُ نهَبا
قُومي رُقيّةُ وارفُقِي بي=قُومي فما للرأسِ عُقبى
أوَ ما تَرَينَ صغيرتي=ضاعَ المُحيّا.. مِنهُ ضربا؟!
مِن غيرِ جُرمٍ قد رقى=صَدري وحزَّ الرأسَ غصبا
مِن غيرِ جُرمٍ قد سقى=القَفِراتِ.. من دمِّي وصبَّا
هذي سماوتٌ تهاوَت=وهناك أرضُ اللهِ غَضبَى
أوَ ما أفاقَ إذِ استفاقَ=هُداكَ في الآفاقِ هبّا؟!
أوما أحسَّ بأنَّ عرشَ اللهِ=في الملكوتِ لبّى؟!
أوَ ما ارعوى بالسيفِ ظلّ=يُقطِّعُ الأوداجَ إربا؟!