مَنْ أنتَ والأنوارُ جذبا؟!=وبثغرِكَ الأذكارُ تَعبى؟! مَنْ أنتَ في طشتٍ مُغطًى=وسناكَ في الأفلاكِ شبّا؟! هل يستوي قمرٌ مُنيرٌ=وبطرْفِهِ خسفٌ مُعبّا؟! مَنْ أنتَ يا ربّاهُ قُلْ لي=وأنينُ صوتِكَ صارَ جدبا؟! مَنْ أنتَ يا نوراً تشظّى=مُتفرِّعاً في الأفقِ شُعبا نادى بنحرهِ يا ابنتي لا=تبكي.. فهذا الرأسُ يأبى عزَّ المُصابُ تحمّلِيهِ=جلّ العزاءُ .. وجلُّ خطبا إنّي الحسينُ أبوكِ عُودي=وكفَاكِ إعوالاً ونحبا فهنا رضِيعي أرضعوهُ =بدماهُ فوقَ يدي مُكِبّا وهنا بقي إبني عليٌّ=مُفرداً قد ضلَّ دَربا وهنا هوى كُرسْيُّ مَجدٍ=وتقطّفَتْ أزهارُ قُربى وهناكَ زينبُ والمنايا=أسرى إلى الشاماتِ تُسبى فمسيرُكُمْ للشامِ داءٌ=صبَّ العذابَ عليَّ صبّا وسرى يُقطّعُ عمقَ روحي=مِنْ بعدِ أن سلبُوهُ نهَبا قُومي رُقيّةُ وارفُقِي بي=قُومي فما للرأسِ عُقبى أوَ ما تَرَينَ صغيرتي=ضاعَ المُحيّا.. مِنهُ ضربا؟! مِن غيرِ جُرمٍ قد رقى=صَدري وحزَّ الرأسَ غصبا مِن غيرِ جُرمٍ قد سقى=القَفِراتِ.. من دمِّي وصبَّا هذي سماوتٌ تهاوَت=وهناك أرضُ اللهِ غَضبَى أوَ ما أفاقَ إذِ استفاقَ=هُداكَ في الآفاقِ هبّا؟! أوما أحسَّ بأنَّ عرشَ اللهِ=في الملكوتِ لبّى؟! أوَ ما ارعوى بالسيفِ ظلّ=يُقطِّعُ الأوداجَ إربا؟!

Testing
عرض القصيدة