الشاعر / حسن عبدالرضا حسن الخرسي | البحرين | 2010 | البحر المتقارب
على قبرِ حيدرةَ الأنزعِ = وقفُت أهلُّ بهِ أدمعي
أناجيكَ يا سيدي بالدموعِ = وغيرُ الدموعِ فليسَ معي
صَبابةُ قلبي إليكَ علَتْ = جنونَ المياهِ على البلقعِ
أودُّ لو اني يتيمُ الصّبا = لكي كفَّتاكَ على أضلعي
تدواي جروحاً بها أُودعَتْ = مآسي سنيناً من الأوجعِ
فشُبَّرُكَ الحسنُ المجتبى = تلقّى السهامَ على المضجعِ
وزينُ العبادِ فلا ندري هل = من السمِّ ماتَ أمِ المدمعِ !!
كذا باقرُ العلمِ والصادقُ = وبالسجنِ موسى أبو الضرّعِ
وغربةَ طوسٍ تذوَّقَها = عليُّ بنُ موسى بدارِ الدعيّ
فثمّ الجوادُ إلى ابنِ التقى= مع العسكريّ أبي الأروعِ
وأما حسينٌ فذاكَ فلا = كمثلِهِ قتلٌ جرى مسمعي
غدا في العساكرِ مستنصراً =أهل فيكُمُ من يجيءُ معي
فجاءتْهُ زينبُ من خلفِهِ: = نداؤكَ يا سيدّي مُوجِعي
حبيبي حسينٌ توقّفْ أخي = فهذا العليُل أتاكَ سعيّ
فنادى عليها بدمعٍ همى = كسيلٍ على خدِّهِ البلقعِ:
أيا زينبَ الطهرِ هيّا ارجِعِي = بقايا الإمامةِ والمرجِعِ
وقامَ يصولُ على جندِهِمْ = فلمْ يبقَ رأسٌ ولم يقطعِ
وكلٌ يقولُ: أهذا عليٌّ = وقد عادَ فينا من المضجعِ؟
وعُمَرٌ ينادي بهم حاكماً = أحيطوا عليهِ، ولم ينفعِ
فلولا جفافٌ أصابَ فمَه = لما ظلَّ حيٌ على الأربُعِ
فكانوا يجولونَ من أربعٍ = وكان يجولُ على الأربعِ
فلما رآهُمْ يفرُّونَ منْهُ = فرَّ الشياتِ عنِ الأشجعِ
وفُوهُ تيبَّسَ من ظمإٍ = كغصنٍ على شجرٍ أضرعِ
تهاوى على النهرِ يروي الحشا = وعينُ الجناحِ على الأنصعِ
توارَتْ إلى السبطِ فوقَ الأكفِّ = تناجيهِ: مولايَ بالأدمعِ
كأنَّ الزمانَ توقفَ في = ثوانٍ على موقفٍ أروعِ
كأنَّ الحسينَ مع المُهْرِ في = حوارٍ بمثلِهِ لم أسمعِ:
فؤادي ظميٌّ وأنتَ ظميٌّ = كلانا على ذلكَ المنبعِ
وفرقُ الذي بينّنا قد أتى = بأني الطريدُ وأنتَ معي
فروِّ حشاكَ مِنَ الماءِ ذا = وخُذْ بطريقِكَ ذا وارجعِ
حسينٌ وغيرُكَ لا مِنْ سبيلٍ = وبعدَكَ عيشٌ فلا ممتعي
وقبلَكَ ماءً فلا أرتوي = ولو فاضَ بالعالمِ الأوسعِ
وخذْني إلى حيثُ أنتَ تشاءُ = تراني أقومُ كما الطيِّعِ
فلا السبطُ راقَ لطعمِ الفراتِ = ولا المهرُ ذاقَ من المنبعِ
وعادا إلى الحربِ حيثُ السهامُ = تضمُّ الحسينَ بلا أذرعِ
وحيثُ الخيولُ لها كعبةٌ = تطوفُهُ سبعاً على الأضلعِ
وحيثُ السيوفُ لها سجدةٌ = تطولُ على العابدِ المولعِ