على قبرِ حيدرةَ الأنزعِ = وقفُت أهلُّ بهِ أدمعي أناجيكَ يا سيدي بالدموعِ = وغيرُ الدموعِ فليسَ معي صَبابةُ قلبي إليكَ علَتْ = جنونَ المياهِ على البلقعِ أودُّ لو اني يتيمُ الصّبا = لكي كفَّتاكَ على أضلعي تدواي جروحاً بها أُودعَتْ = مآسي سنيناً من الأوجعِ فشُبَّرُكَ الحسنُ المجتبى = تلقّى السهامَ على المضجعِ وزينُ العبادِ فلا ندري هل = من السمِّ ماتَ أمِ المدمعِ !! كذا باقرُ العلمِ والصادقُ = وبالسجنِ موسى أبو الضرّعِ وغربةَ طوسٍ تذوَّقَها = عليُّ بنُ موسى بدارِ الدعيّ فثمّ الجوادُ إلى ابنِ التقى= مع العسكريّ أبي الأروعِ وأما حسينٌ فذاكَ فلا = كمثلِهِ قتلٌ جرى مسمعي غدا في العساكرِ مستنصراً =أهل فيكُمُ من يجيءُ معي فجاءتْهُ زينبُ من خلفِهِ: = نداؤكَ يا سيدّي مُوجِعي حبيبي حسينٌ توقّفْ أخي = فهذا العليُل أتاكَ سعيّ فنادى عليها بدمعٍ همى = كسيلٍ على خدِّهِ البلقعِ: أيا زينبَ الطهرِ هيّا ارجِعِي = بقايا الإمامةِ والمرجِعِ وقامَ يصولُ على جندِهِمْ = فلمْ يبقَ رأسٌ ولم يقطعِ وكلٌ يقولُ: أهذا عليٌّ = وقد عادَ فينا من المضجعِ؟ وعُمَرٌ ينادي بهم حاكماً = أحيطوا عليهِ، ولم ينفعِ فلولا جفافٌ أصابَ فمَه = لما ظلَّ حيٌ على الأربُعِ فكانوا يجولونَ من أربعٍ = وكان يجولُ على الأربعِ فلما رآهُمْ يفرُّونَ منْهُ = فرَّ الشياتِ عنِ الأشجعِ وفُوهُ تيبَّسَ من ظمإٍ = كغصنٍ على شجرٍ أضرعِ تهاوى على النهرِ يروي الحشا = وعينُ الجناحِ على الأنصعِ توارَتْ إلى السبطِ فوقَ الأكفِّ = تناجيهِ: مولايَ بالأدمعِ كأنَّ الزمانَ توقفَ في = ثوانٍ على موقفٍ أروعِ كأنَّ الحسينَ مع المُهْرِ في = حوارٍ بمثلِهِ لم أسمعِ: فؤادي ظميٌّ وأنتَ ظميٌّ = كلانا على ذلكَ المنبعِ وفرقُ الذي بينّنا قد أتى = بأني الطريدُ وأنتَ معي فروِّ حشاكَ مِنَ الماءِ ذا = وخُذْ بطريقِكَ ذا وارجعِ حسينٌ وغيرُكَ لا مِنْ سبيلٍ = وبعدَكَ عيشٌ فلا ممتعي وقبلَكَ ماءً فلا أرتوي = ولو فاضَ بالعالمِ الأوسعِ وخذْني إلى حيثُ أنتَ تشاءُ = تراني أقومُ كما الطيِّعِ فلا السبطُ راقَ لطعمِ الفراتِ = ولا المهرُ ذاقَ من المنبعِ وعادا إلى الحربِ حيثُ السهامُ = تضمُّ الحسينَ بلا أذرعِ وحيثُ الخيولُ لها كعبةٌ = تطوفُهُ سبعاً على الأضلعِ وحيثُ السيوفُ لها سجدةٌ = تطولُ على العابدِ المولعِ