عُيونُ العِلْمِ
رضا الهاشمي
بأيِّ الفرقدينِ أرومُ وصْفَا =و نُورُكَ أشعَلَ الشَّمْسَ و أطْفَا
و ما شبَّهتُ فيكَ البدرُ أنَّى = أُشبِّهُهُ و منكَ البدرُ يَخفى
أتيتُكَ زورقا و الشَّوقُ بحرٌ = فكُنْ للشَّوقِ شُطآنًا و مرْفَا
أبا الحسنَيْنِ يا عوْنَ اليتامى=و يا من يملَؤُ الأيْتامَ عطْفَا
فلو كتبُوا بكَ الشُّعراءُ بحْرًا=منَ الأشعارِ كانَ الشِّعْرُ حرْفَا
عبَرْتَ خنادِقَ الكُفَّارِ حتَّى=قطَفْتَ رُؤُوسَ مَنْ عاداكَ قطْفَا
ألا يا فارسَ الهيْجاءِ مهْلًا =فمنْكَ اللَّيْثُ كم يزدادُ خوْفَا
لقد كُنتَ الوغى في كُلَّ حرْبٍ=تقدَّمُ و العِدَى ترْتَدُّ خلْفَا
فكمْ أعليتَ للإسْلامِ صرْحًا =و كم أرغمتَ للأرْجاسِ أنْفَا
برزتَ بِخيْبَر ٍ و قلعْتَ بابًا=بِكَفٍّ لمْ يكُنْ إلاَّهُ كَفَّا
عليّ ٌ أنتَ تضْرِبُ كُلَّ عاد ٍ=على الإسلامِ كيْ تُرْديهِ نِصْفَا
كأنَّكَ في قِتالِ الشِّرْكِ حَقٌّ=بقتْلِ الشِّرْكِ دائمًا استَخَفَّا
غديرًا كُنْتَ في خمّ ٍ غزيرًا =إذا أدليتُ فيهِ البَحْرُ جَفَّا
لقد كُنْتَ الجَناحَ لِكُلِّ حَقّ ٍ=و مَجْد ٍ في سمَا الإسْلامِ رَفَّا
عُيُونُ العِلْمِ مذْ فارقْتَ تبكي=إذا نظَرَتْ نُهَاكَ تزيدُ ذرْفَا
ألا فامْسَحْ على الإيثارِ و امْسَحْ=على رأسِ الهُدَى يوْمًا ليُشْفَى
تركْتَ لِجُودِكَ السَّامي لِثَامًا=بهِ مذْ غابَ كفُّكَ قدْ تخَفَّى
فكمْ دثَّرْتَ للإسْلامِ تقوىً=رآك عباءةً و بِهَا تدَفَّا
أبا الحسَنينِ كمْ نشتاقُ نُورًا =لهُ وقفتْ نُجُومُ الكوْنِ صَفَّا
مرَرْتَ على عُيونِ الشَّوْقِ حتَّى=خطَفْنَا طيْفَكَ المعْشوقَ خطْفَا
كأَنَّ مُحَمَّدًا خيرُ البرايا=علينا يا حُضورَ الحفْلِ لَفَّا
فهيّا ننْشِدُ الأفراحَ حُبًّا =بِميلاد ٍ يَحُفُّ النُّورَ حَفَّا
فأيْنَ مكثْتَ يا مولايَ حتَّى=إذا طفَحَ الجَوَى نأتيكَ زحْفَا