بأيِّ الفرقدينِ أرومُ وصْفَا =و نُورُكَ أشعَلَ الشَّمْسَ و أطْفَا و ما شبَّهتُ فيكَ البدرُ أنَّى = أُشبِّهُهُ و منكَ البدرُ يَخفى أتيتُكَ زورقا و الشَّوقُ بحرٌ = فكُنْ للشَّوقِ شُطآنًا و مرْفَا أبا الحسنَيْنِ يا عوْنَ اليتامى=و يا من يملَؤُ الأيْتامَ عطْفَا فلو كتبُوا بكَ الشُّعراءُ بحْرًا=منَ الأشعارِ كانَ الشِّعْرُ حرْفَا عبَرْتَ خنادِقَ الكُفَّارِ حتَّى=قطَفْتَ رُؤُوسَ مَنْ عاداكَ قطْفَا ألا يا فارسَ الهيْجاءِ مهْلًا =فمنْكَ اللَّيْثُ كم يزدادُ خوْفَا لقد كُنتَ الوغى في كُلَّ حرْبٍ=تقدَّمُ و العِدَى ترْتَدُّ خلْفَا فكمْ أعليتَ للإسْلامِ صرْحًا =و كم أرغمتَ للأرْجاسِ أنْفَا برزتَ بِخيْبَر ٍ و قلعْتَ بابًا=بِكَفٍّ لمْ يكُنْ إلاَّهُ كَفَّا عليّ ٌ أنتَ تضْرِبُ كُلَّ عاد ٍ=على الإسلامِ كيْ تُرْديهِ نِصْفَا كأنَّكَ في قِتالِ الشِّرْكِ حَقٌّ=بقتْلِ الشِّرْكِ دائمًا استَخَفَّا غديرًا كُنْتَ في خمّ ٍ غزيرًا =إذا أدليتُ فيهِ البَحْرُ جَفَّا لقد كُنْتَ الجَناحَ لِكُلِّ حَقّ ٍ=و مَجْد ٍ في سمَا الإسْلامِ رَفَّا عُيُونُ العِلْمِ مذْ فارقْتَ تبكي=إذا نظَرَتْ نُهَاكَ تزيدُ ذرْفَا ألا فامْسَحْ على الإيثارِ و امْسَحْ=على رأسِ الهُدَى يوْمًا ليُشْفَى تركْتَ لِجُودِكَ السَّامي لِثَامًا=بهِ مذْ غابَ كفُّكَ قدْ تخَفَّى فكمْ دثَّرْتَ للإسْلامِ تقوىً=رآك عباءةً و بِهَا تدَفَّا أبا الحسَنينِ كمْ نشتاقُ نُورًا =لهُ وقفتْ نُجُومُ الكوْنِ صَفَّا مرَرْتَ على عُيونِ الشَّوْقِ حتَّى=خطَفْنَا طيْفَكَ المعْشوقَ خطْفَا كأَنَّ مُحَمَّدًا خيرُ البرايا=علينا يا حُضورَ الحفْلِ لَفَّا فهيّا ننْشِدُ الأفراحَ حُبًّا =بِميلاد ٍ يَحُفُّ النُّورَ حَفَّا فأيْنَ مكثْتَ يا مولايَ حتَّى=إذا طفَحَ الجَوَى نأتيكَ زحْفَا