في ذم حلق اللحى
أحمد بن رشيد مندو الفوعي
حلقت لحيتي فبدت وجاءت= تساألني ويا نعم السؤال
بربك هل وجودي في قبح = وفي حلقي يوافيك الجمال
وهل عبثا بك الباري براني = وهل بسواي يمتاز الرجال
عن الجنس اللطيف وأنت تبغي = نعومته وذا شيء محال
واني خلف موسى يرتعيني = سأنبت قبل ما يأتي الزوال
ولا يجديك حلقي كل يوم = سوى لك كل يوم بي احتفال
دعني للرجولة كل وقت = شعارا في محياه الجلال
ولا تغتر في عادات قوم = لديهم كل فاحشة حلال
ومهما كنت مجتهدا بحلقي = فاني في خدودك لا أزال
ولو جردت مني كنت شخصا = ترافقه المعرة والوبال
تسمى أجردا وبه اعتبار = لمن فيه اتزان واعتدال
وهل ترضى التشبه بالغواني= وفي ذاك التشبه ما يقال
وهل ترضى البقاء مدى الليالي= غلاما لا يوافيه كمال
وهل كانت فلاسفة البرايا = بتربية اللحى فيها اختبال
وهب نعمت خدك مثل غيد = فينقصك التغنج والدلال
وهب اوتيتها فهل الغواني = يروق لهن هاتيك الخصال
ولم يخلقن فيما هن الا = لمثلك كي يطيب لها الوصال
فأنت مذبذب الجنسين دوما = وانصاف الفتى نعم الخلال
وحسبك أنه حلقي حرام = وما بعد الهدى الا الضلال