يا ظاعنا أسرعت في السير ناقته
إبراهيم غلوم لاري
يا ظاعنا أسرعت في السير ناقته=رفقا بقلب فتى شبت صبابته
هل يعلم الصب أن العشق يدنفه=أو يعلم القلب أن الحب آفته
فالقلب إن مال نحو الإلف آلمه=ذكر الفراق وتؤذيه روايته
إذ كيف يصبر قلب أنت ساكنه=أو يستريح فؤاد أنت راحته
قد صار في ربعكم يرنو لعودتكم=وذا محياه قد غيلت نضارته
إذ أنه ليس مفتونا بغانية=كلا ولا هو من أعيته جارته
لم تلهه دمن كلا ولا طلل=لكنما حب آل البيت غايته
فكلما مر ظعن صاح منتفضا=وأدمع العين تهمي تلك عادته
يا قاصدا أرض طوس زائرا علما=ذاك الذي لسبيل الرشد رايته
وصاحب القبة النوراء طود هدى=وآية الحق والمرجى زيارته
أعني ابن موسى إمام وهو مؤتمن=من معشر هم لجنان الخلد سادته
وعروة الدين والحبل المتين وهم=خير الورى شرفا لله آيته
ذاك الرضا المرتضى الراضي الذي ثبتت=إلى الخلائق من ربي سفارته
حتى إذا ما نسيم ريحها عبق=من صوب مشهده فاحت ضواعته
حتى إذا ما اقتربتم نحو مشهده=للتائقين له بانت عمارته
حتى إذا ما استبانت قبة شمخت=فوق الضريح كذا لاحت منارته
نعليك فاخلع وسر سعيا على قدم=سعي الذليل وقد بانت ضراعته
فأنت في جنة الفردوس حيث به=حل الإمام الذي تزهو جلالته
إن أنت جئت فسلم واستلم وقل ال=سلام منى على المرجى شفاعته
وقبل الأرض والأبواب واستلمن=ضريحه فلقد طابت ضيافته
وناد يا سيدا عم الورى كرما=وللموالين قد عمت عنايته
لأنت يا ابن رسول الله باب رجا=وسيد نضحت بالجود راحته
أبا الجواد ويا باب المراد ويا=عين السداد وللتقوى علامته
يا ابن النبي ويا شبل الوصي ويا=نجل الزكي وللإيمان هامته
ها قد أتاك عبيد وهو ملتمس =منك النوال وقد أعيته فاقته
ببابكم يشتكي ضرا ألم به=واستودعت عندكم مولاي حاجته
فلا يخيبن حيث الله شرفه=إذ أنكم للهدى والخير قادته
أَمّ العزيز وها قد مسه ضرر=وأهلَه وهو مزجاة بضاعته
فكن له سيدي غوثا فإنك من=فاضت على الخلق أحقابا كرامته
وأنت أكرم مأتي وقد شملت=كل الأنام بلا ريب رعايته
أجرى الصلاة عليكم آلَ فاطمة=رب الخلائق ما دامت ولايته