يا ظاعنا أسرعت في السير ناقته=رفقا بقلب فتى شبت صبابته هل يعلم الصب أن العشق يدنفه=أو يعلم القلب أن الحب آفته فالقلب إن مال نحو الإلف آلمه=ذكر الفراق وتؤذيه روايته إذ كيف يصبر قلب أنت ساكنه=أو يستريح فؤاد أنت راحته قد صار في ربعكم يرنو لعودتكم=وذا محياه قد غيلت نضارته إذ أنه ليس مفتونا بغانية=كلا ولا هو من أعيته جارته لم تلهه دمن كلا ولا طلل=لكنما حب آل البيت غايته فكلما مر ظعن صاح منتفضا=وأدمع العين تهمي تلك عادته يا قاصدا أرض طوس زائرا علما=ذاك الذي لسبيل الرشد رايته وصاحب القبة النوراء طود هدى=وآية الحق والمرجى زيارته أعني ابن موسى إمام وهو مؤتمن=من معشر هم لجنان الخلد سادته وعروة الدين والحبل المتين وهم=خير الورى شرفا لله آيته ذاك الرضا المرتضى الراضي الذي ثبتت=إلى الخلائق من ربي سفارته حتى إذا ما نسيم ريحها عبق=من صوب مشهده فاحت ضواعته حتى إذا ما اقتربتم نحو مشهده=للتائقين له بانت عمارته حتى إذا ما استبانت قبة شمخت=فوق الضريح كذا لاحت منارته نعليك فاخلع وسر سعيا على قدم=سعي الذليل وقد بانت ضراعته فأنت في جنة الفردوس حيث به=حل الإمام الذي تزهو جلالته إن أنت جئت فسلم واستلم وقل ال=سلام منى على المرجى شفاعته وقبل الأرض والأبواب واستلمن=ضريحه فلقد طابت ضيافته وناد يا سيدا عم الورى كرما=وللموالين قد عمت عنايته لأنت يا ابن رسول الله باب رجا=وسيد نضحت بالجود راحته أبا الجواد ويا باب المراد ويا=عين السداد وللتقوى علامته يا ابن النبي ويا شبل الوصي ويا=نجل الزكي وللإيمان هامته ها قد أتاك عبيد وهو ملتمس =منك النوال وقد أعيته فاقته ببابكم يشتكي ضرا ألم به=واستودعت عندكم مولاي حاجته فلا يخيبن حيث الله شرفه=إذ أنكم للهدى والخير قادته أَمّ العزيز وها قد مسه ضرر=وأهلَه وهو مزجاة بضاعته فكن له سيدي غوثا فإنك من=فاضت على الخلق أحقابا كرامته وأنت أكرم مأتي وقد شملت=كل الأنام بلا ريب رعايته أجرى الصلاة عليكم آلَ فاطمة=رب الخلائق ما دامت ولايته