فاخفض جناحك يازكي
أسمهان آل تراب
ولقد حملتُ هواكَ بين جوانحي = وعلمتَ أني في هواك أسيرُ
وهممتُ أعرج نحو قدسك موقناً = درب الهوى للعاشقين قصيرُ
اعشقْ تَصِلْ ,وإذا مسافات النوى = خطوات ودّ للوصال تصيرُ
وإذا بساحكَ ياكريمُ يروعُني = عجزٌ ويخرسني هناك قُصورُ
أخطو.. وتصعقُني المهابة سيدي = موسى أنا وولوجُ بابك طورُ
اخفض جناحَك يازكيُّ فإنني = إن لم تسفَّ فلستُ فيكَ أطيرُ
فُطِمتْ عقولُ الكون فيكَ فهل أنا = بتلاوة القرآنِ فيك جديرُ؟
يامن إليه مفاصلُ الحُقَب انتهت = وعليه أفلاكُ الزمان تدورُ
طافتْ بسرّ بهائه كلّ الدُّنا = وكأنه بيتٌ لها معمورُ
يامن على قسماتِ نور جمالهِ = لون النبوةِ ساطعٌ ومنيرُ
وتشرّبتْ وجناتُه من كوثرٍ = ف(عليُّ) في وجناته مسطورُ
جمَع النبوة والإمامة لونهُ = سبطٌ بحُسن العالمين جَديرُ
حتى إذا رمتُ اختصار جلاله = لأزفّهُ معنىً له تفسيرُ
عقِمَتْ لُغاتي عن بلوغ كماله = ليعود فكري وهو فيه حسيرُ
لا تحسبوا أني دخلت لساحه ِ = فولوج باب ابن الوصي خطيرُ
حسبي تهجأتُ الحروف ببابهِ = حاءٌ وسينٌ... وانتهى التفكيرُ!
فتلوتُ وِرْدَ الحُسن فيه تبتُّلا ً = حتى تخشّع في علاهُ شعورُ
ونثرتُ نبضَ القلب في عتَباته = ولحُسْنه لي في الهيام عذيرُ
ثم ابتهلتُ إلى الكريم مُيمِّماً = وتلفُّعي خجلي إليه سفيرُ
فلقد وهِمْتُ بأن أفكّ رموزَهُ = وأنا أُقِرُّ بأنني لجسورُ
ألهمتُ... شرع المجتبى يقضي = بأنّ العذرَ في قاموسه محظورُ
لاتعتذر في ساح أكرم سيّدٍ = فهو الذي قبلَ السؤالِ غفورُ