لم أبك ذكر معالم وديار
السيد ابراهيم العطار
لم أبك ذكر معالم وديار= قد أصبحت ممحوة الآثار
واستوحشت بعد الأنيس فما ترى= فيهن غير الوحش من ديار
كلا ولا وصل العذارى شاقني= فخلعت في حبي لهن عذاري
كلا ولا برق تألق من ربى= نجد فهيج مذ سرى تذكاري
لكن بكيت وحق أن أبكي دماً= لمصاب آل المصطفى الأطهار
وإذا تمثلت الحسين بكربلا= أصبحت ذا قلق ودمع جار
لم أنسه فرداً يجول بحومة الهيجاء= كالأسد الهزبر الضاري
لاغرو إن أضحى يكر على العدى= فهو ابن حيدرة الفتى الكرار
حتى أحيط به وغودر مفرداً= خلواًَ من الأعوان والأنصار
يا للحماة لمصعب تقتاده= أيدي الردى بأزمة الأقدار
يا للملا لدم يطل محللا= بمحرم لمحمد المختار
وبنوه صرعى كالأضاحي حوله= ما بين بدر دجى وشمس نهار
أين الخضارمة القماقم من بني= مضر وأين ليوث آل نزار
كم من مخدرة لآل محمد= قد أبرزت حسرى من الأستار
نحر له الهادى النبي مقبل= أضحت تقبله شفاه شفار
صدر يرضض بالخيول وإنه= كنز العلوم وعيبة الأسرار
يا جد هل خبر أن حماتنا= قد أصبحوا خبراً من الأخبار
يا مدرك الأوتار أدركنا فقد= عظم البلا يا مدرك الأوتار
فاليك ياغوث العباد المشتكى= مما ألم بنا من الأشرار
والمؤمنون على شفا جرف الردى= فبدار يا ابن الأكرمين بدار
يا سيداً بكت الوحوش عليه في= الخلوات والأطيار في الأشجار
يا منية الكرار بل يا مهجة المختار= بل يا صفوة الجبار
أتزل بي قدم ومثلك آخذ= بيدي وأنت غداً مقيل عثاري
ويذوق حر النار من ينمى= إلى الكرار وهو غداً قسيم النار
أو يختشي منها ونار سمية= بكم خبت في سالف الأعصار
ولقد بذلت الجهد في مدحي لكم= طمعاً بأن تمحى بكم أوزاري
صلى الإله عليكم وأحلكم= دار السلام فنعم عقبى الدار