وعليك خزي يا أميّة
علاء الدين الشفهيني
وعليك خزي يا أميّة دائماً= يبقى كما في النار دام بقاكِ
هلا صفحت عن الحسين ورهطه= صفح الوصيّ أبيه عن آباك
وعففت يوم الطف عفّة جدّه ال= مبعوث يوم الفتح عن طلقاك
أفهل يدٌ سلبت إماءَك مثلما= سلبت كريماتِ الحسين يداك
أم هل برزن بفتح مكة حسراً= كنسائه يوم الطفوف نساك
فلئن سررت بخدعة أسررت في= قتل الحسين فقد دهاك دُهاكِ
ما كان في سلب ابن فاطم ملكه= ما عنه يوماً لو كفاك كفاك
لهفي على الجسد المغادر بالعرا= شلواً تقلبّه حدود ظُباك
لهفي على الخد التريب تخدّه= سفهاً بأطراف القنا سُفهاك
لهفي لآلك يا رسول الله في= أيدي الطغاة نوائحاً وبواكي
ما بين نادبة وبين مروعة= في أسر كل معاندٍ أفّاك
تالله لا أنساك زينب والعدا= قسراً تجاذب عنكِ فضل رداك
لم أنس لا والله وجهك إذ هوت= بالردن ساترةً له يمناك
حتى إذا همّوا بسلبك صحت باس= م أبيك واستصرخت ثمّ أخاك
لهفي لندبك باسم ندبك وهو= مجروح الجوارح بالسياق يراك
تستصرخيه أسى وعز عليه أن= تستصرخيه ولا يُجيب نداك
والله لو أن النبي وصنوه= يوماً بعرصة كربلا شهداك
لم يمس منهتكا حماكِ ولم تمط= يوماً اميّة عنك سجف خباك
يا عين إن سفحت دموعك فليكن= أسفاً على سبط الرسول بكاكِ
وابكي القتيل المستضام ومَن بكت= لمصابه الأملاك في الأفلاك
اقسمت يا نفس الحسين أليّة= بجميل حسن بلاكِ عند بلاك
لو ان جدك في الطفوف مشاهد= وعلى التراب تريبة خدّاك
ما كان يؤثر أن يرى حر الصفا= يوماً وطاك ولا الخيول تطاك
أو أن والدك الوصيّ بكربلا= يوماً على تلك الرمول يراك
لفداك مجتهداً وودّ بأنّه= بالنفس من ضيق الشراك شراك
قد كنت شمساً يستضاء بنورها= يعلو على هام السماك سماك
وحمىً يلوذ به المخوف ومنهلاً= عذباً يصوب نداك قبل نداك
ما ضرّ جسمك حرّ جندلها وقد= أضحى سحيق المسك ترب ثراك
فلئن حرمت من الفرات وورده= فمن الرحيق العذب ريّ صداك
ولئن حرمت نعيمها الفاني ؟فمن= دار البقاء تضاعفت نعماك
ولئن بكتك الطاهرات لوحشة= فالجور تبسم فرحةً بلقاك
ما بتّ في حمر الملابس غدوةً= إلا انثنت خضراً قبيل مساك
اني ليقلقني التلهف والأسى= إذ لم أكن بالطف من شهداك
لأقيك من حر السيوف بمهجتي= وأكون إذ عز الفداء فداك
ولئن تطاول بعد حينك بيننا= حينٌ ولم أك مسعداً سعداك ؟
فلا بكينك ما استطعت بخاطرٍ= تحكي غرائبه غروب مداك
وبمقول ذرب اللسان أشد من= جند مجنّدة على أعداك
ولقد علمت حقيقة وتوكلاً= أنّي سأسعد في غدٍ بولاك
وولاء جدّك والبتول وحيدرٍ= والتسعة النجباء من أبناكِ
قوم عليهم في المعاد توكّلي= وبهم من الأسر الوثيق فكاكي
فليهن عبدكم «عليّاً» فوزه= بجنان خلد في حنان علاك
صلّى عليك الله ما أملاكه= طافت مقدّسة بقدس حماك