يا كربلا أين أقوام شرفت بهم
السيد ماجد بن هاشم البحراني
أمربع الطف طوّفت المصائب بي= وصرت مني مكان النار للحطب
يهواني الرزء حتى قلت من عجب= بيني وبين الرزايا أقرب النسب
لا كان جيد مصابي عاطلاً وله= من الدموع عقود اللؤلؤ الرطب
لا زال فيك ربوع الطف منسحبا= ذيل النسيم وبلّته يد السحب
يا كربلا أين أقوام شرفتِ بهم= وكنت فيهم مكان الأفق للشهب
أكربلا أين بدر قد ذهبتِ به= حتى تحجّب تحت الأرض بالحجب
صدّقت فيك كلام الفيلسوف بأن= البدر يخسف من حيلولة الترب
كان الغمام علوما جمّة وسخى= روّويت من مائة المغدودق العذب
لله وقعتك السوداء كم سَترت= بغيمها قمراً من قبل لم يغب
أعجبت من حالك البرق اللموع فما= ترينه ضاحكاً إلا من العجب
لا غرو إن خربت أفلاكها فلقد= فقدن قطباً فهل تسري بلا قطب
كم شمس دجن لفقد البدر كاسفة= وكان منه سناها غير محتجب
فكيف قيل بأن البدر مكتسب= بالشمس نوراً وهذا غير مكتسب
لله من نائحات بالطفوف فذي= تدعو أخي ولديها من تقول أبي
كنت الزلال بروداً للظماة فلم= أشعلت قلبي بجمر منك ملتهب
لعلّ ذلك من لطف الخليقة إ= جمعتَ يا بدر بين الماء واللهب
بحرٌ تروّي العطاشا من جداوله= حتى الصوارم يرويها من السغب