بردةٌ مِنْ دمِ الحسينِ
سنة 2017
ودَّعتُ زينبَ تحدوني المراسيلُ= صوبَ الحُسين، وحبلُ العشقِ موصولُ
حُمِّلتُ مِنْ بِرَدَى عذْبَ السلامِ إلى = فراتِ روحيَ تُشجيني المواويلُ
كأنَّما كربلاءٌ قاسِيُونُ دمي= فيها تجسَّدَ قابيلٌ وهابيلُ
مِنْ جانبِ "الطَّفِّ" صوتٌ راحَ يندَهُني= فيهِ مِنَ الطِّيب أنسامٌ وتعليلُ :
يا مُتعَبَ الروحِ وَلِّ القلبَ شطرَ هنا= معراجُكَ الدمعُ، منجى النفسِ تهليلُ
يا أنتَ .. سبطَ رسولِ اللهِ .. يا وتدًا= على يمينِكَ هذا الكونُ محمولُ
مدَدْتُ روحي إلى لقياكَ فانعتَقَتْ= تشيلُني أدمعٌ حَرَّى ومنديلُ
أنخْتُ شعريَ في بابِ القصيدِ جوًى = والقلبُ مِنْ حُرَقِ الأشواقِ متبولُ
بانَتْ مِنَ الشَّفَقِ القدسيِّ بردتُهُ= ثمَّ انحنَى مِنْ مدارِ الشّمسِ إكليلُ
بكاكَ جدُّكَ مِنْ قبلِ النُّبوغِ وقدْ= أفشى مصيرَكَ بالهيجاءِ جبريلُ
أُخيَّتي .. وسبقْتَ الموتَ في لهفٍ= وسيفُ جدَّكَ في كفَّيْكَ مسلولُ:
تكفَّلي باليتامى .. إنّهُ قَدَرِي= لا تندبِيني؛ فأمرُ اللهِ مفعولُ
يَلقى الرماحَ بصدرِ ظلَّ منشرحًا= وقلبُهُ بنداءِ اللهِ مشغولُ
لم يَطلبِ الماءَ في قيظٍ وفي قرحٍ= وحبلُ بأسٍ بوعدِ اللهِ مجدولُ
لمَّا جرى الماءُ مِنْ كفَّيهِ معجزةً= عفَّتْ " سُكَينةُ " والحلقومُ مذبولُ
و أمُّ كلثومَ فوق التلِّ .. ترقبُهُ= والكونُ مضطربُ الأركانِ مذهولُ
هوَتْ عليهِ، وشمَّتْ ريحَهُ، رَفَعَتْ= جثمانَهُ، فإذا بالطِّيبِ مغسولُ
(تَقَبَّل اللهُ قربانًا) تقولُ، وقدْ= أسرى مِنَ الأفقِ تعظيمٌ وتبجيلُ
هيهاتَ هيهاتَ منَّا ذُلَّةٌ .. وغدًا= جيلٌ يردِّدُ ما قَدْ قالَهُ جيلُ
كمْ مِنْ دخيلٍ وكمْ فيلٍ وصاحبِهِ= طُرًّا ستُهلِكُهُ هذي الأبابيلُ !
دمُ الحسينِ مقاماتٌ معمَّدةٌ= ونهجُهُ في دياجي الليلِ قنديلُ
مِنْ غيرِ طَهَ وآلِ البيتِ –عترتِهِ= ما نحنُ إلَّا بِذِي الدّنيا – تماثيلُ
بالتِّينِ أقسمَ والزيتونِ ربُّ هدًى= ولاسْمِهِمْ في كتابِ اللهِ تفضيلُ
وبالطهارةِ أهلُ البيتِ خصَّهُمُ= ذِكْرٌ حكيمٌ وبرهانٌ وتنزيلُ
صلَّى الإلهُ على طَهَ وعترتِهِ= ما شعَّ في فلكِ الأكوانِ ترتيلُ