ترنيمةُ الدّمِ الخالدِ
سنة 2017
دمٌ، وصوتٌ ب(يا اللهُ) يرتجفُ=في مذبحِ الحبِّ إنّي سيّدي أقفُ
هذي ذراعايَ، صدري حاملٌ وجعي=إليكَ كيما ترى كم مسَّني الشَّغَفُ
تدورُ حولي سيوفُ البغيِ مُشْرَعةً=كالنخلِ يحنو على أعذاقِهِ السَّعَفُ
لكَ انتبَذْتُ قصيًّا لا أنيسَ بهِ=حتَى بأنسِكَ يا مولايَ ألتحفُ
وجاورتني عيونُ الماءِ في عطشي=أبَيْتُ إلاّ ندى لُقْيَاكَ أرتشفُ
إنّي تركتُ بُنيّاتي تؤبِّنُني=حيًّا.. وفي دمعِهِنَّ الرُّوحُ تنذرفُ
خلّفْتُهُنَّ كإبراهيمَ في بلدٍ=لا حصنَ فيهِ ولكنْ وجهُكَ الخَلَفُ
وجئتُ .. نفسيَ يا مولايَ أضحيةٌ=إنْ كانَ يُرْضِيكَ هذا الرأسُ يُقْتَطَفُ
فَخُذْ حبيبي لعلَّ البغيَ مغتسلٌ=بفيضِ نحري وجَونُ الظلمِ ينصرفُ
لعلَّ مِنْ نومِها الدّنيا تفزُّ على=صراخِ أطفاليَ الظَّمْأى فتنتصفُ
لعلَّ قابيلَ ينجو مِنْ خطيئتِهِ=فيستحيلُ ملاكًا كلُّهُ أَسَفُ
ويستحي الراكعونَ الدَّهرَ مِنْ جَلَدِي=فيؤمنونَ بنَيلِ العزِّ إنْ وقفوا
ليشربَ الظامئونَ الحبَّ أغنيتي=وَمِنْ نجيعِ ترانيمي ليغترفوا
أنا الحسينُ وهذي زينبٌ شفتي=تظلُّ تنطقُ وحيي كلَّمَا عَصَفوا
تظلُّ تشرحُ للدنيا عباءَتها=وكبرياءً بِهِ يُستلْهَمُ الشَّرَفُ
شرارةٌ كربلائي رُحْتُ أوقِدُها=بها حبائلُ أهلِ الغيِّ تُلتَقَفُ
سارَ الزّمانُ وطَفّي ماثلٌ .. ألقًا=عليهِ خارطةُ التاريخِ تنعطفُ