دمٌ، وصوتٌ ب(يا اللهُ) يرتجفُ=في مذبحِ الحبِّ إنّي سيّدي أقفُ هذي ذراعايَ، صدري حاملٌ وجعي=إليكَ كيما ترى كم مسَّني الشَّغَفُ تدورُ حولي سيوفُ البغيِ مُشْرَعةً=كالنخلِ يحنو على أعذاقِهِ السَّعَفُ لكَ انتبَذْتُ قصيًّا لا أنيسَ بهِ=حتَى بأنسِكَ يا مولايَ ألتحفُ وجاورتني عيونُ الماءِ في عطشي=أبَيْتُ إلاّ ندى لُقْيَاكَ أرتشفُ إنّي تركتُ بُنيّاتي تؤبِّنُني=حيًّا.. وفي دمعِهِنَّ الرُّوحُ تنذرفُ خلّفْتُهُنَّ كإبراهيمَ في بلدٍ=لا حصنَ فيهِ ولكنْ وجهُكَ الخَلَفُ وجئتُ .. نفسيَ يا مولايَ أضحيةٌ=إنْ كانَ يُرْضِيكَ هذا الرأسُ يُقْتَطَفُ فَخُذْ حبيبي لعلَّ البغيَ مغتسلٌ=بفيضِ نحري وجَونُ الظلمِ ينصرفُ لعلَّ مِنْ نومِها الدّنيا تفزُّ على=صراخِ أطفاليَ الظَّمْأى فتنتصفُ لعلَّ قابيلَ ينجو مِنْ خطيئتِهِ=فيستحيلُ ملاكًا كلُّهُ أَسَفُ ويستحي الراكعونَ الدَّهرَ مِنْ جَلَدِي=فيؤمنونَ بنَيلِ العزِّ إنْ وقفوا ليشربَ الظامئونَ الحبَّ أغنيتي=وَمِنْ نجيعِ ترانيمي ليغترفوا أنا الحسينُ وهذي زينبٌ شفتي=تظلُّ تنطقُ وحيي كلَّمَا عَصَفوا تظلُّ تشرحُ للدنيا عباءَتها=وكبرياءً بِهِ يُستلْهَمُ الشَّرَفُ شرارةٌ كربلائي رُحْتُ أوقِدُها=بها حبائلُ أهلِ الغيِّ تُلتَقَفُ سارَ الزّمانُ وطَفّي ماثلٌ .. ألقًا=عليهِ خارطةُ التاريخِ تنعطفُ