شهادة الامام الرضا عليهالسلام الجزء الحادي عشر: الإمام الجواد عليهالسلام
وحين حانت للرضا الشهاده= جاء الى « مروٍ » بغيرِ العاده
في قصةٍ مؤلمةٍ حزينه= مغادراً أهليه في المدينه
ليحضر التغسيلَ والتشييعا= وكي يعيشَ الحادثَ المريعا
حيث قضى أبوه في غربتهِ= يصارعُ السمومَ في أنتهِ
عانقهُ وضمّهُ طويلا= يُفضي اليه قولهُ الثقيلا
مودعاً إياه بالدموعِ= ورهبةِ الفراقِ والخشوعِ (1)
Testing
(1) ذكرنا ذلك فيما سبق في حياة الامام الرضا عليهالسلام وشهادته ، وذكرنا ان الامام
الجواد عليهالسلام قد حضر اباه الرضا عليهالسلام قبل وفاته ، ثم اشرف بعد ذلك على تغسيله وتكفينه
والصلاة عليه ، كما عليه الرواية المشهورة ، وبهذا الصدد ورد في عيون اخبار الرضا
للصدوق بسند متصل الى ابي الصلت الهروي قال :
« لما سم الامام الرضا عليهالسلام ودخل داره وهو مغطي الرأس مكثت واقفاً في صحن الدار
مهموماً محزوناً ، فبينما انا كذلك اذ دخل عليَّ شاب حسن الوجه قطط الشعر أشبه الناس
بالرضا عليهالسلام فبادرت اليه وقلت له : من اين دخلت والباب مغلق ؟ فقال : الذي جاء بي من
المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق ، فقلت له : من أنت ؟ فقال
لي : انا حجة الله عليك يا ابا الصلت ، انا محمد بن علي ، ثم مضى نحو ابيه الرضا عليهالسلام
فدخل وامرني بالدخول معه ، فلما نظر اليه الرضا عليهالسلام وثب اليه وعانقه وضمه الى صدره
وقبله ما بين عينيه ثم سحبه الى فراشه واخذ يساره بشيء لم افهمه ، ثم قال ابو الصلت :
فلما مضى الرضا اي توفي قال ابو جعفر : قم يا ابا الصلت واتني بالمغتسل والماء من
الخزانة ، فقلت له : ما في الخزانة مغتسل وماء ، فقال عليهالسلام : انته الى ما امرك به ؟
فدخلت الخزانة فاذا فيه مغتسل وماء فاخرجته وشمرت لاغسّله معه فقال لي : تنحَ يا ابا
الصلت فان لي من يعنني غيرك ، فغسله فقال عليهالسلام : قم فان في الخزانة تابوتاً ، فدخلت
ووجدت تابوتاً لم اره قط ، فأتيته به فأخذه عليهالسلام ووضع اباه ثم صلى عليه وسرعان ما
اختفى عليهالسلام. عيون اخبار الرضا 2 / 253.