الخطاب الشجاع
الجزء السادس: الإمام السجاد عليه السلام
وخطبت زينبُ بنتُ فاطمه= وهي التي بما سيجري عالمه
معلنةً أمِنْ سجايا العدلِ= تُذُّل في الناسِ بناتُ الرُّسلِ
تخديرُك الإماءَ في القصورِ= وسوقكم لنا بلا خدورِ
فأين أهلُ البأسِ والحماةُ= وأينَ أهلُ الفضلِ والأُباةُ
ينتقمون من طليقِ الطُّلقا= ومَن على منبرِ جَدّنا رَقا
وأُمهُ آكلةُ الأَكبادِ= وجدّهُ مبغضُنا في النادي
والله ما فرَيت إلّا جلدَك= فكد بما شِئتَ علينا كيدَك
لتلقينَّ الله في دمائنا= وما كشفتَ اليوم من خبائنا
فحسبنا بالله خيرُ حاكمِ= وحسبنا بأحمدِ المخاصمِ
شاهدُنا جبريلُ والملائكُ= وصدرُنا المرضوضُ والسنابكُ
لئن عليَّ جرت الدواهي= إنَّي أناديك وانتَ لاه
فإنّني أَستصغرُ استكبارك= وإنّني أَستعظمُ احتقارك
لكنّ عندنا العيون عبرى= وهذه منا الصدورُ حرى
يا عجباً بقتلِ حزبِ النجبا= فالمصطفى باكٍ وأصحابُ العبا
والله لا تمحو لنا من ذكرِ= ولا تميتُ وحينا بالكفرِ
والله لا يرحضُ عنك عارُها= وسوفَ يبقى أبداً شنارها
وليس من رأيك إلّا فندُ= وليس أيّامُك إلّا عددُ
وعند ذا قاطعها يزيدُ= فقال ما يهوى وما يريدُ
« يا صيحةً تُحمد من صوائحِ= ما أهونَ النوحِ على النوائح » (1)