وخطبت زينبُ بنتُ فاطمه= وهي التي بما سيجري عالمه معلنةً أمِنْ سجايا العدلِ= تُذُّل في الناسِ بناتُ الرُّسلِ تخديرُك الإماءَ في القصورِ= وسوقكم لنا بلا خدورِ فأين أهلُ البأسِ والحماةُ= وأينَ أهلُ الفضلِ والأُباةُ ينتقمون من طليقِ الطُّلقا= ومَن على منبرِ جَدّنا رَقا وأُمهُ آكلةُ الأَكبادِ= وجدّهُ مبغضُنا في النادي والله ما فرَيت إلّا جلدَك= فكد بما شِئتَ علينا كيدَك لتلقينَّ الله في دمائنا= وما كشفتَ اليوم من خبائنا فحسبنا بالله خيرُ حاكمِ= وحسبنا بأحمدِ المخاصمِ شاهدُنا جبريلُ والملائكُ= وصدرُنا المرضوضُ والسنابكُ لئن عليَّ جرت الدواهي= إنَّي أناديك وانتَ لاه فإنّني أَستصغرُ استكبارك= وإنّني أَستعظمُ احتقارك لكنّ عندنا العيون عبرى= وهذه منا الصدورُ حرى يا عجباً بقتلِ حزبِ النجبا= فالمصطفى باكٍ وأصحابُ العبا والله لا تمحو لنا من ذكرِ= ولا تميتُ وحينا بالكفرِ والله لا يرحضُ عنك عارُها= وسوفَ يبقى أبداً شنارها وليس من رأيك إلّا فندُ= وليس أيّامُك إلّا عددُ وعند ذا قاطعها يزيدُ= فقال ما يهوى وما يريدُ « يا صيحةً تُحمد من صوائحِ= ما أهونَ النوحِ على النوائح » (1)