الحوارُ الساخن
الجزء السادس: الإمام السجاد عليه السلام
وانعقدَ المجلسُ بالحشودِ= وحَفَ بالأَسيافِ والعبيدِ
فدخلت زينبُ رغم الحرسِ= واتّخذت زاويةً في المجلسِ
فسألَ الطاغي وراح يغضبُ= مَن هذه فقيل هذِي زينبُ (1)
الحمدُ لله الذي أَباحَ قتلكم= وهو الذي كذّبَ أُحدوثتكم
فهتفت في وجههِ بقوّه= أكرمنا الإلهُ بالنبوّه
وهو الذي طهّرنا تطهيرا= ألهمنا التأويلَ والتفسيرا
وإنّما يُفتضحُ الكذّابُ= الفاسقُ الفاجرُ والمعابُ
فغضب الملعون ثمّ قالا= كيف رأيتِ صنعهُ تعالى
قالت : رأيتُ القدرَ الجميلا= حيث القتيلُ يتبعُ القتيلا
قد كتب الله لنا الشهاده= وهي لنا كرامةٌ وعاده
فهمَّ أن يضربها بقسوه= فقام « عمرو بن حريث » نحوه
فقال دعها أيُّها الأَميرُ= ولا تؤاخذها بما تقولُ
فإنّها مثكولةٌ حزينه= وقد أفاضَ قلبها شجونه (2)
والتفت الطاغي على السجّادِ= وقال مَن هذا على عنادِ (3)
قِيل عليّ بن الحسين بن عليّ= قال ألم يُصب بذاك المقتلِ
قال الإمام كان لي سميُّ= يكبرني وهو أخي عليُّ
قتله الناسُ بيوم كربلا= قال بلِ اللهُ الذي قد قَتلا
فغضب الطاغي وأطرى نفسه= وقال للجلّادِ خُذ لي رأسه
فحاول الجلّادُ أن يقطَّعه= فصرخت عمّتهُ اقتلني معه
حسبُكَ ما سفكت مِن دمائِنا= وما سبيتَ اليومَ من نسائِنا