وانعقدَ المجلسُ بالحشودِ= وحَفَ بالأَسيافِ والعبيدِ فدخلت زينبُ رغم الحرسِ= واتّخذت زاويةً في المجلسِ فسألَ الطاغي وراح يغضبُ= مَن هذه فقيل هذِي زينبُ (1) الحمدُ لله الذي أَباحَ قتلكم= وهو الذي كذّبَ أُحدوثتكم فهتفت في وجههِ بقوّه= أكرمنا الإلهُ بالنبوّه وهو الذي طهّرنا تطهيرا= ألهمنا التأويلَ والتفسيرا وإنّما يُفتضحُ الكذّابُ= الفاسقُ الفاجرُ والمعابُ فغضب الملعون ثمّ قالا= كيف رأيتِ صنعهُ تعالى قالت : رأيتُ القدرَ الجميلا= حيث القتيلُ يتبعُ القتيلا قد كتب الله لنا الشهاده= وهي لنا كرامةٌ وعاده فهمَّ أن يضربها بقسوه= فقام « عمرو بن حريث » نحوه فقال دعها أيُّها الأَميرُ= ولا تؤاخذها بما تقولُ فإنّها مثكولةٌ حزينه= وقد أفاضَ قلبها شجونه (2) والتفت الطاغي على السجّادِ= وقال مَن هذا على عنادِ (3) قِيل عليّ بن الحسين بن عليّ= قال ألم يُصب بذاك المقتلِ قال الإمام كان لي سميُّ= يكبرني وهو أخي عليُّ قتله الناسُ بيوم كربلا= قال بلِ اللهُ الذي قد قَتلا فغضب الطاغي وأطرى نفسه= وقال للجلّادِ خُذ لي رأسه فحاول الجلّادُ أن يقطَّعه= فصرخت عمّتهُ اقتلني معه حسبُكَ ما سفكت مِن دمائِنا= وما سبيتَ اليومَ من نسائِنا