ابو الشهداء
ديوان المديح والرثاء في محمد وآله النجباء - سلمان هادي آل طعمة
مقل السماء عليك مدمعها دم= وبكى لحادثك الكتاب الاعظم
وبيومك المشهود دوت صرخة= جبارة تكوي النفوس وتؤلم
فبكل قلب من مصابك لوعة= وبكل عين راح دمع يسجم
لك في الجوانح حسرة مشبوبة= واوارها في كل حين يضرم
ابكيك ملتاعا وخطبك لم يزل= تجري له من مقلة الدنيا دم
يا سيد الشهداء ، كم لك وقفة= في الطف ، والدنيا تجور وتظلم؟
تلك الماسي لو يمر قليلها= بفؤاد ليث هاج وهو محطم
تبني ويهدم ما بنيت وهكذا= شيدت صرح الدين وهو معظم
ودحرت جيشا قبل ايقاع البلا= بك ، فالعدو مخادع لايرحم
حتى صرعت وانت اعظم ثائر= والدهر يفعل ما يشاء ويحكم
تفديك دون الخصم كل نفوسنا= ورضاك اشهى ما نروم ونحلم
لولا الفضيلة ما حللت بساحة= خضراء زاكية اريق بها دم
وقضيت مكروب الفؤاد مخضبا= والحق يشهد ان مجدك اعظم
يا خير من هطلت عليه مدامع= حرى ، وامجد من يمجده فم
فهوت عليه بانة ومناحة= يوم الحداد وفي الخدود تورم
حييت فيك مجاهدا ومكابدا= لا تنثني رغم العداة وتقدم
مجدت فيك خلائقا وشمائلا= كالزهرة الفيحاء اذ تتضرم
ذكرى جهادك صفحة وضاءة= وسنا النبوة حول مجدك يرسم
ذكرى جهادك سوف يبقى شامخا= القا اعز من الحياة واقدم
والدعوة الكبرى لدين محمد= ستظل راسخة تبث وتحكم
عفوا ابا الشهداء ان سكت الفم= نطقا ، وعلك في سكوتي تعلم
الظلم كم قهر الشباب وان اكن= جلدا واحمل مايشق ويعظم؟
تدعو الى الدين الحنيف مجاهدا= « ويزيد في لذاته متنعم »
ساظل اهتف باسم مجدك ثائرا= غضبا كما ثار الهصور الضيغم
مستنهضا قومي لعل قصائدي= توعي وتفهم كل من لا يفهم
لا خير في شعر ولا في شاعر= ينسى الحسين وللمطأمع ينظم
أأبا اليتامى ، والفوادح لم تزل= قهارة ليست تطيب وتنعم
لكن ذكرك لا يزال مخلدا= يزجي ماثره الكثار محرم
هذي الحياة بكنهها ووجودها= كم قد تحير عالم متقدم
صمت القريض ، فحرت ما اتكلم= ومن الشجون وثقلها خرس الفم
يا رائد الاسلام الف تحية= مني ، وخير هدية تتقدم