الملاك الهابط
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
هبطتُ ، وكلّ تراثي النقاءْ= وكلّ دروبي هوى وانتشاءْ
ورحتُ أشقُّ أثيرَ الغيوب= وأقطعُ درباً خفيَّ الفضاء
وألهثُ شوقاً ، ويمتدُّ في= ترابي هوى ، ورفيفُ اشتهاء
ولم أدرِ أنَّ المسالكَ وعرٌ= وحربٌ ، تُخبِّأ ألفَ بلاء
فلا مرفأ تلتقي عنده= طيوفي ، ولا رحلتي ما أشاء
هناكَ سقطتُ على موجة= تهبُّ عليها رياحُ الفناء
اُفتِّشُ عن مرفأ ساكن= ليهبطَ فيه سفينُ الرجاء
وكلُّ وقودي حلمٌ مُلِّحٌ= يحثُّ القوافلَ نحو الصفاء
ويمضغُ خطوي ألفُ متيه= لعلَّ يلوحُ ، يلوحُ اللقاء
ويقذفني الموجُ كالسندباد= وتركلُ روحيَ كفُّ العياء
رأيتكَ يا ربِّ خلفَ الدروب= وخلفَ الضباب وميضَ رجاء
فمرفأُكَ السمح مهوى خطاي= وكلُّ المرافئ عندي هراء