في الإمام الحسن العسكري عليهالسلام
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
إذا كنتَ في موقفٍ معسِرٍ= توجّهْ إلى الحسن العسكري
ستُجلى الهمومُ وتحيا القلوبُ= وتسكن في ذكره النيّر
تولّى الإمامة رغم الصعابِ= لكي يخلد المذهبُ الجعفري
تحدّته كلُّ حرابِ الظلام= لتطفئَ نور الهدى الأطهر
فكم طاردتْ شيعة المرتضى= لتخنق فيهم صدى « حيدر »
وإن أوقفَ الظلمُ خطو الظماء= فتهفو القلوبُ إلى « الكوثر »
ومن ذاقَ في العمر طعمَ الولاء= وخاضَ المكارهَ لم يَخسر
يموت ويحيا على حبّه= ويُحشر في ظلّه الأزهر
ينال السعادة عبر الدنا= ولطفَ الشفاعةِ في المحشر
فآل الرسول سفينُ النجاة= ولولاهم الحق لم يسفر
وغير ولاهم جحيم الضلال= يُصَبُّ على الحاقدِ المُنكر
وكم هدّدوا من لقاء « الإمام »= ولكنْ خطى الحبّ لم تذعر
وكم أودعوه ظلامَ السجون= ولكنّه العطرُ لم يُحصر
وكم حاولَ الجورُ تشويهَه= يدنّسه كاذبٌ مفترِ
ولكنّه رغم كيد الخصوم= يزيدُ شموخاً ولم يُقهر
تساقطُ كلُّ قشور الدجى= ويخلد فينا سنا الجوهر
هو الشمسُ مهما تحدّى الظلام= فنور الحقيقة لم يُستر
هو الحقُ يمتدُّ عبر العصور= ومهما سعى البغيُ لم يُحسر
كراماتُه ردَّدتْها الشعوب= لتنهلَ من نبعه الخيّر
وقد علموا أنَّ في صلبه= وريثَ الهدى صاحبَ الأعصر
سيظهرُ بعد عصور الضياع= فيمرعُ كلُّ مدىً مُقفِر
وكم مرّةٍ لاحقتَه الجناةُ= لتبحث عن « كنزه » الأنور
فصدَّ قواها سلاحُ السماء= ليبقى خفيّاً ولم يُبصر
وغابَ كما الشمسُ خلفَ الغيوم= تفيضُ الحياة ولم تظهر
ولمّا تصاغَر حلمُ الطغاة= وصرحُ الإمامةِ لم يصغر
فدسّوا له السمَّ لكنَّه= يظلّ مناراً ولم يُقبر
ونالَ الشهادةَ غضّ الصبا= وساماً لتاريخه المزهر
وقد طاردوا الطهر بعد الممات= بتفجير مرقده الأطهر
خفافيش تهوى العمى والظلام= تحارب كلّ سناً أنضر
يريدون أن يُطفؤوا نوره= ويأبى الإله فلم يقهر
سيظهر وعدُ الهدى هادماً= قوى الجور والحقد والمنكر