إذا كنتَ في موقفٍ معسِرٍ= توجّهْ إلى الحسن العسكري ستُجلى الهمومُ وتحيا القلوبُ= وتسكن في ذكره النيّر تولّى الإمامة رغم الصعابِ= لكي يخلد المذهبُ الجعفري تحدّته كلُّ حرابِ الظلام= لتطفئَ نور الهدى الأطهر فكم طاردتْ شيعة المرتضى= لتخنق فيهم صدى « حيدر »‏ وإن أوقفَ الظلمُ خطو الظماء= فتهفو القلوبُ إلى « الكوثر » ومن ذاقَ في العمر طعمَ الولاء= وخاضَ المكارهَ لم يَخسر يموت ويحيا على حبّه‏= ويُحشر في ظلّه الأزهر ينال السعادة عبر الدنا= ولطفَ الشفاعةِ في المحشر فآل الرسول سفينُ النجاة= ولولاهم الحق لم يسفر وغير ولاهم جحيم الضلال= يُصَبُّ على الحاقدِ المُنكر وكم هدّدوا من لقاء « الإمام »‏= ولكنْ خطى الحبّ لم تذعر وكم أودعوه ظلامَ السجون= ولكنّه العطرُ لم يُحصر وكم حاولَ الجورُ تشويهَه= يدنّسه كاذبٌ مفترِ ولكنّه رغم كيد الخصوم= يزيدُ شموخاً ولم يُقهر تساقطُ كلُّ قشور الدجى= ويخلد فينا سنا الجوهر هو الشمسُ مهما تحدّى الظلام= فنور الحقيقة لم يُستر هو الحقُ يمتدُّ عبر العصور= ومهما سعى البغيُ لم يُحسر كراماتُه ردَّدتْها الشعوب‏= لتنهلَ من نبعه الخيّر وقد علموا أنَّ في صلبه= وريثَ الهدى صاحبَ الأعصر سيظهرُ بعد عصور الضياع= فيمرعُ كلُّ مدىً مُقفِر وكم مرّةٍ لاحقتَه الجناةُ= لتبحث عن « كنزه » الأنور فصدَّ قواها سلاحُ السماء= ليبقى خفيّاً ولم يُبصر وغابَ كما الشمسُ خلفَ الغيوم= تفيضُ الحياة ولم تظهر ولمّا تصاغَر حلمُ الطغاة= وصرحُ الإمامةِ لم يصغر فدسّوا له السمَّ لكنَّه= يظلّ مناراً ولم يُقبر ونالَ الشهادةَ غضّ الصبا= وساماً لتاريخه المزهر وقد طاردوا الطهر بعد الممات= بتفجير مرقده الأطهر خفافيش تهوى العمى والظلام= تحارب كلّ سناً أنضر يريدون أن يُطفؤوا نوره= ويأبى الإله فلم يقهر سيظهر وعدُ الهدى هادماً= قوى الجور والحقد والمنكر

Testing
عرض القصيدة