توسل بالإمام الرضا عليهالسلام - سيّدي أيها الغريب
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
سيّدي أيّها الغريب لقد جاءتك= تسعى قوافل الغرباء
أنت أنت الملاذ في هذه الدنيا= وأنت الشفيع يوم الجزاء
كلّ ما في الوجود ليلٌ ولكن= أنت شمس تضجّ باللئلاء
قد أتتك القلوب تستلهم الإيمان= من فيض قبرك الوضّاء
بعد عمر من الضياع من الظلمة= مدّت أكفّها للعطاء
سيّدي إنّني فقيرٌ ، فلا أملك= غير الدموع والأهواء
أترى أستحق نظرة لطف= وأنا غارق ببحر الشقاء
أترى أستحق قرباً ، وقلبي= كلّ آن يهفو لتيه التنائي
أنا أدركتُ بعد طول ضياعي= أنّكم وحدكم وميض رجائي
سيّدي قد أتيتُ أطلب عفواً= من ذنوبي ، فهل تجيب ندائي
سيّدي قد أتيتُ أرجو خلاصاً= من شقائي ومحنتي وعنائي
سيّدي قد أتيتُ أحمل دمعي= وذنوبي وتوبتي وولائي
سيّدي كم سألتُ ربي لطفاً= بيد أنّ الذنوب صدّت دعائي
سيّدي قد أتيتُ ، فاشفع إلى ال= له لعبدٍ يقيم في الأخطاء
ليس لي ملجأ سواكم ، فهل تبقى= حياتي في هوّة عمياء
فخلاصي أن تستقيم خطى العم= ر بدرب التقى بكلّ مضاء
لست أبكي لميّت ودّع الدنيا= بخطو زاكٍ وقلب مُضاء
بل لنفسي وواقعي ومصيري= كلّ دمعي وأنّتي وبكائي
أنا ماضٍ إلى ملاقاة ربي= أتراني أفوز يوم اللقاء
وكتابي ما فيه غير ذنوب= وحكايا مريرة رعناء
« وقفوهم » صوتٌ يهزُّ بعنفٍ= كلّ سمع ، فيا لهول النداء
كيف بي لو وقفتُ ناكس طرفٍ= خائفاً من صحيفتي السوداء
هو يُطفي حرّ الجحيم وإن عاش= الموالي جرائر الأخطاء
يشهد الله سيّدي ليس في قلبي= سوى نبض حبّكم وولائي
عُجنت طينتي بطيب ولاكم= كيف تدنوا الجحيم من أعضائي
أبداً لن أحيد عنكم ، وإن كنتُ= وحيداً في قبضة الأعداء
هو في العمر عزّتي وعلائي= ليس لي غير حبّكم من علاء
وكتابي يوم المعاد وزادي= ليس لي غير حبّكم من رجاء
فكتابي صفرٌ من الخير لكن= قبل موتي ملأته بولائي
سيّدي أيها الرضا ، إنّني جئتُ= بشعري ومدحتي وثنائي
فتقبّل ، فإنّني قد ترفّعتُ= بشعري عن غير آل العباء
إنّه كلّ ما ملكتُ من الدنيا= وهذي هدية الشعراء
إنّني قد مددتُ كفّي بإلحا= ح وذلٍّ لسادة الكرماء
سوف اُلقي أمامكم كل دمعي= وولائي حتى تجيبوا ندائي
ليس لي حاجة سوى الوعد أن أحضى= بقربٍ منكم بيوم الجزاء
آل بيت النبيِّ .. فيه رجالٌ= خير كلّ الورى ، وخير نساء
نهجهم للعباد دنياً واُخرىً= مرفأ النور والعلى والهناء
دربهم منهل السعادة ، يروي= ظمأ الحائرين والبؤساء
رَبّ ثبّت خطوي بدرب هداهم= رغم كلّ العواصف الهوجاء
فهو في الحشر جنّةٌ ، وهي في الدنيا= طريق السعادة الخضراء