جَسَدٌ آيِلٌ للرِّثَاءِ!
سنة 2012
تَرَجّلتُ عَنْ جَسَدِي في حياءْ = لأمْثُلَ بينَ يَدَيْ كربلاءْ
فَأَحْسَسْتُها تَعبُر الرُّوحَ مِثْ = لَ نَهرِ شُموسٍ مَهيبِ الضِّياءْ
وَلَمْ أَمْتَلِكْ عِنْدَها مَا يُقالُ = سوى الدَّمعِ يُنْطِقُه الإنتماءْ
وَلَسْتُ أراني سِوى لُغةٍ = نَمَا عَظْمُها مِنْ حَليبِ الرِّثاءْ
مُسَخَّرَةً في سَبيلِ الحُسين = سَأروي بِها عَطَشَ الأَبرياءْ
أُحِبُّكَ والحبُّ دونَ الحُسَينِ = كَأرملةٍ لا تُجيدُ البكاءْ
فَيَا سَيدي هَا أَنا عَاشِقٌ = عَلى الظَّهرِ يَحملُ صَخرَ الإباءْ
وَحِينَ الطَّريقُ انحَنَى ظَهرُهُ = بَقَى مُسْتَقِيماً بيَ الكِبرياءْ
تَحرَّك رَملُ اشتِياقِي الذي = مَدَى العُمرِ يصطادُني كالظِّباءْ
وأحلاميَ الراهباتُ انثَنَيْنَ = عَلَى اسْمِكَ تُغْدِقْنَهُ بالدُّعاءْ
فَهَبْني أرى الحُزنَ مستسلماً = يعودُ إلى ثَكَنَات البَلاءْ
جِراحُكَ أكبرُ مِنْ كلْمَةٍ = تُقالُ ومْنْ مُفرداتِ العَزاءْ
فها أنتَ تحملُ ضوءاً رَضيعًا = وقد جفَّ ثديُ الفراتِ / الشقاءْ
وتتركُ نِصفَكَ مُستلقياً = عَلى الشطِّ يسمعُ صوتَ النِّساءْ
يُنادينَهُ يا لذاكَ النداءِ = تَخَثَّرَ بينَ عُروقِ الهَواءْ
وزينبُ تحبسُ نبضاتِها = عَلى أَملٍ آيلٍ للفناءْ
فَسبحانَ دمعتِها إذ تُشِعُّ = كلؤلؤةٍ في ربيعِ الدِّماءْ
سلاماً عليكَ أميرَ الظَّما = تُحارِبُ هذا الظَّما بالفِداءْ
جِراحُكَ ترسمُ وجهَ الخلودِ = وتفتحُ للصبحِ بابَ البهَاءْ
وقفْتَ على حافَّةِ الإرتواءْ = وبينَكَ والماءَ ظلُّ لِقاءْ
وحينَ تخاذلَ نهرُ الفراتِ = أتاحَ لكَ اللهُ كأسَ السماءْ