تَرَجّلتُ عَنْ جَسَدِي في حياءْ = لأمْثُلَ بينَ يَدَيْ كربلاءْ فَأَحْسَسْتُها تَعبُر الرُّوحَ مِثْ = لَ نَهرِ شُموسٍ مَهيبِ الضِّياءْ وَلَمْ أَمْتَلِكْ عِنْدَها مَا يُقالُ = سوى الدَّمعِ يُنْطِقُه الإنتماءْ وَلَسْتُ أراني سِوى لُغةٍ = نَمَا عَظْمُها مِنْ حَليبِ الرِّثاءْ مُسَخَّرَةً في سَبيلِ الحُسين = سَأروي بِها عَطَشَ الأَبرياءْ أُحِبُّكَ والحبُّ دونَ الحُسَينِ = كَأرملةٍ لا تُجيدُ البكاءْ فَيَا سَيدي هَا أَنا عَاشِقٌ = عَلى الظَّهرِ يَحملُ صَخرَ الإباءْ وَحِينَ الطَّريقُ انحَنَى ظَهرُهُ = بَقَى مُسْتَقِيماً بيَ الكِبرياءْ تَحرَّك رَملُ اشتِياقِي الذي = مَدَى العُمرِ يصطادُني كالظِّباءْ وأحلاميَ الراهباتُ انثَنَيْنَ = عَلَى اسْمِكَ تُغْدِقْنَهُ بالدُّعاءْ فَهَبْني أرى الحُزنَ مستسلماً = يعودُ إلى ثَكَنَات البَلاءْ جِراحُكَ أكبرُ مِنْ كلْمَةٍ = تُقالُ ومْنْ مُفرداتِ العَزاءْ فها أنتَ تحملُ ضوءاً رَضيعًا = وقد جفَّ ثديُ الفراتِ / الشقاءْ وتتركُ نِصفَكَ مُستلقياً = عَلى الشطِّ يسمعُ صوتَ النِّساءْ يُنادينَهُ يا لذاكَ النداءِ = تَخَثَّرَ بينَ عُروقِ الهَواءْ وزينبُ تحبسُ نبضاتِها = عَلى أَملٍ آيلٍ للفناءْ فَسبحانَ دمعتِها إذ تُشِعُّ = كلؤلؤةٍ في ربيعِ الدِّماءْ سلاماً عليكَ أميرَ الظَّما = تُحارِبُ هذا الظَّما بالفِداءْ جِراحُكَ ترسمُ وجهَ الخلودِ = وتفتحُ للصبحِ بابَ البهَاءْ وقفْتَ على حافَّةِ الإرتواءْ = وبينَكَ والماءَ ظلُّ لِقاءْ وحينَ تخاذلَ نهرُ الفراتِ = أتاحَ لكَ اللهُ كأسَ السماءْ

Testing
عرض القصيدة