محاولةُ السبرِ القاصرةُ
سنة 2012
مقامُكَ سامقٌ في العالياتِ = ونهجُكَ ثابتٌ كالراسياتِ
وراعفُ مجدِكُمْ ملأَ البوادي = ومَوْسَقَ في خِضَمِّ الراعفاتِ
وأُشربْتَ الفصاحةَ منْ طهورٍ = فأحنيتَ الجبالَ الشامخاتِ
وعلّلتَ اليراعَ وقدْ تمادتْ = لتقتطفَ المذالَ مِنَ الهباتِ
وأزمعتَ الولوجَ لمبتغاها = فألقاها المطهَّمُ في الشتاتِ
فجئتكَ بالندى وعياً تهادى = لأستافَ الشذا والأمنياتِ
فمِنْ أينَ البدايةُ للمسيِر = ومِنْ أينَ الوقوفُ على النجاةِ
إمامَ الحقِّ يا بنَ الطاهرينَ = ويا خطواً على دربِ الثباتِ
خبرتُكَ سيرةً ملأى بنورٍ = تهيمُ بها الدهورُ مدى الحياةِ
وتكتبُكَ العقولُ نشيدَ فخرٍ = عِنِ الأوهامِ في دربِ الهُداةِ
وتقرؤكَ القلوبُ سطورَ سِفْرٍ = فملحمةً تُروِّي الساغباتِ
وتتلوكَ المحافلُ في مَداها = إذا ما الليلُ أرخى الغاشياتِ
رجاحةُ عقلِكُمْ فيضٌ يفيضُ = ويسقي الكونَ حتّى النَّيراتِ
ركبتَ تخومَ أمجادٍ وعزٍّ = فجاوَزْتَ السُّها في السابقاتِ
وتندلقُ الكرامةُ مِنْ عُلاكُمْ = على الدنيا كعذبِ المرسَلاتِ
وسابقْتَ المعالي بالسّجايا = فأيتمتَ المعالي بالصفاتِ
بقرْتَ العلمَ عاصفةً وناراً = فألهبتَ الدُّنا بالرائعاتِ
لأنتَ سبيلُنا يا بنَ الكرامِ = وقمقامٌ علا ذي السابحاتِ
أُعيذُكَ جهبذاً بلْ شمسُ نورٍ = أذابَ بنورِهِ للحالكاتِ
أعيذُكَ والنَّقَا طوعٌ تدانى = ليقتبسَ اللذيذَ من العِظاتِ
ألا يا أيّها القنديلُ ها قدْ = أتاكَ الكونُ مثلَ الطائعاتِ
وتوَّجَكَ الإلهُ على البرايا = إمامَ الحقِّ في كلِّ الجهاتِ
فيا حكماً تناثرَ بالأريجِ = ويا درراً بِنا كالنافحاتِ
ويا غرراً ترفرفُ للكمالِ = وتبعثُ روحَها في البالياتِ
ويا تحفاً تُكَشِّفُ للبرايا = وتطعنُ بالإبا للمردياتِ
ويا سهمَ النفاذِ إلى القلوبِ = غدوتَ ليقظةٍ بالنافعاتِ
ويا موجَ النباهةِ والتَّروِّي = طردتَ بنقطةٍ للزائفاتِ
وتمتمْتَ الحياةَ بكم لهاثاً = فأحييتَ الشفاهَ الذابلاتِ
وردّدْتَ الرياحَ لكُمْ نسيماً = فأنتَ نسيمُها في السافيات
وأكبرُكَ المدادُ على الليالي = ليشمخَ في خضمِّ النازلاتِ
فأنعشتَ المدى لمّا استدارَتْ = رحى الهيجاءِ في دنيا الدعاةِ
وألبستَ الرسومَ وما سواها = بنفخِ الروحِ فوقَ الغافياتِ
فهامَتْ أحرفي وبناتُ صدري = بحلوِ السيرِ مثلَ العاشقاتِ
وفرّعتَ الغصونَ بكلِّ صوبٍ = ليُزهرَ شأنُها بالوارفاتِ
فكلُّكَ مشعلٌ وسديدُ فكرٍ = توشّى بالمهابةِ للثقاةِ
ونجمٌ أنتَ في أبهى السماءِ = يشعُّ على جميعِ النائراتِ
وناواكَ الصدى خطواً بخطوٍ = فأعطيتَ الصدى عذبَ الفراتِ
وأرّقتَ الصدى منكُمْ وأضحى = نميراً طيّباً بالناشطاتِ
وحيّتْكَ السدومُ ومُنْتَهاها = وأبراجٌ تدورُ بكلِّ آتِ
ألا يا أيّها الفيضُ الغزيرُ = وما قَدَري بنبضِ الغادياتِ
ألا يا ثاوياً أرضَ العراقِ = وموئلَ معشرٍ بالطَّيِّباتِ
تصاغرَ بل تقاصَرَ عَنْ عُلاكُمْ = رقيقُ مشاعرٍ كالمورياتِ
وحسبي أنّني حاولتُ حتّى = أُسجَّلَ بصمةً في الخالداتِ