مقامُكَ سامقٌ في العالياتِ = ونهجُكَ ثابتٌ كالراسياتِ وراعفُ مجدِكُمْ ملأَ البوادي = ومَوْسَقَ في خِضَمِّ الراعفاتِ وأُشربْتَ الفصاحةَ منْ طهورٍ = فأحنيتَ الجبالَ الشامخاتِ وعلّلتَ اليراعَ وقدْ تمادتْ = لتقتطفَ المذالَ مِنَ الهباتِ وأزمعتَ الولوجَ لمبتغاها = فألقاها المطهَّمُ في الشتاتِ فجئتكَ بالندى وعياً تهادى = لأستافَ الشذا والأمنياتِ فمِنْ أينَ البدايةُ للمسيِر = ومِنْ أينَ الوقوفُ على النجاةِ إمامَ الحقِّ يا بنَ الطاهرينَ = ويا خطواً على دربِ الثباتِ خبرتُكَ سيرةً ملأى بنورٍ = تهيمُ بها الدهورُ مدى الحياةِ وتكتبُكَ العقولُ نشيدَ فخرٍ = عِنِ الأوهامِ في دربِ الهُداةِ وتقرؤكَ القلوبُ سطورَ سِفْرٍ = فملحمةً تُروِّي الساغباتِ وتتلوكَ المحافلُ في مَداها = إذا ما الليلُ أرخى الغاشياتِ رجاحةُ عقلِكُمْ فيضٌ يفيضُ = ويسقي الكونَ حتّى النَّيراتِ ركبتَ تخومَ أمجادٍ وعزٍّ = فجاوَزْتَ السُّها في السابقاتِ وتندلقُ الكرامةُ مِنْ عُلاكُمْ = على الدنيا كعذبِ المرسَلاتِ وسابقْتَ المعالي بالسّجايا = فأيتمتَ المعالي بالصفاتِ بقرْتَ العلمَ عاصفةً وناراً = فألهبتَ الدُّنا بالرائعاتِ لأنتَ سبيلُنا يا بنَ الكرامِ = وقمقامٌ علا ذي السابحاتِ أُعيذُكَ جهبذاً بلْ شمسُ نورٍ = أذابَ بنورِهِ للحالكاتِ أعيذُكَ والنَّقَا طوعٌ تدانى = ليقتبسَ اللذيذَ من العِظاتِ ألا يا أيّها القنديلُ ها قدْ = أتاكَ الكونُ مثلَ الطائعاتِ وتوَّجَكَ الإلهُ على البرايا = إمامَ الحقِّ في كلِّ الجهاتِ فيا حكماً تناثرَ بالأريجِ = ويا درراً بِنا كالنافحاتِ ويا غرراً ترفرفُ للكمالِ = وتبعثُ روحَها في البالياتِ ويا تحفاً تُكَشِّفُ للبرايا = وتطعنُ بالإبا للمردياتِ ويا سهمَ النفاذِ إلى القلوبِ = غدوتَ ليقظةٍ بالنافعاتِ ويا موجَ النباهةِ والتَّروِّي = طردتَ بنقطةٍ للزائفاتِ وتمتمْتَ الحياةَ بكم لهاثاً = فأحييتَ الشفاهَ الذابلاتِ وردّدْتَ الرياحَ لكُمْ نسيماً = فأنتَ نسيمُها في السافيات وأكبرُكَ المدادُ على الليالي = ليشمخَ في خضمِّ النازلاتِ فأنعشتَ المدى لمّا استدارَتْ = رحى الهيجاءِ في دنيا الدعاةِ وألبستَ الرسومَ وما سواها = بنفخِ الروحِ فوقَ الغافياتِ فهامَتْ أحرفي وبناتُ صدري = بحلوِ السيرِ مثلَ العاشقاتِ وفرّعتَ الغصونَ بكلِّ صوبٍ = ليُزهرَ شأنُها بالوارفاتِ فكلُّكَ مشعلٌ وسديدُ فكرٍ = توشّى بالمهابةِ للثقاةِ ونجمٌ أنتَ في أبهى السماءِ = يشعُّ على جميعِ النائراتِ وناواكَ الصدى خطواً بخطوٍ = فأعطيتَ الصدى عذبَ الفراتِ وأرّقتَ الصدى منكُمْ وأضحى = نميراً طيّباً بالناشطاتِ وحيّتْكَ السدومُ ومُنْتَهاها = وأبراجٌ تدورُ بكلِّ آتِ ألا يا أيّها الفيضُ الغزيرُ = وما قَدَري بنبضِ الغادياتِ ألا يا ثاوياً أرضَ العراقِ = وموئلَ معشرٍ بالطَّيِّباتِ تصاغرَ بل تقاصَرَ عَنْ عُلاكُمْ = رقيقُ مشاعرٍ كالمورياتِ وحسبي أنّني حاولتُ حتّى = أُسجَّلَ بصمةً في الخالداتِ